إلهام شاهين: شكرًا لـ كلوديا.. وطن يسكُن بين كلماتك وحنانك.. وشكراً لـ ماجدة.. لحن المحبة على أوتار القلب

May 15, 2025 - 19:29
May 15, 2025 - 19:34
إلهام شاهين: شكرًا لـ كلوديا.. وطن يسكُن بين كلماتك وحنانك.. وشكراً لـ ماجدة.. لحن المحبة على أوتار القلب

كتب: مصطفى صلاح

بين دفء الأرواح وصفاء النوايا، وبين أحضان الطبيعة وأشجار الأرز الخالدة، يتجلّى سرّ الرحلة التي تُخلّد في الذاكرة وتُحيي في القلب أسمى معاني الصداقة والحب. رحلة إلى لبنان، لكنّها لم تكن مجرد زيارة عابرة إلى بلد من البلدان، بل كانت رحلة إلى عالم من المشاعر، حيث تصير العلاقات الإنسانية أعمق من كل ما يُرى ويُلمس.

في قلب تلك الرحلة، وقفت الفنانة القديرة إلهام شاهين، تعانق بحروفها وقلبها صداقتها الراقية، الكاتبة الإنسانة كلوديا مارشيليان، التي لم تكتب فقط بالكلمات بل بنور المحبة والعطاء. كلمات إلهام ليست مجرد شكر عادي، بل هي شهادة على نبل الروح وصفاء القلوب، وعلى قدرة الصداقة الحقيقية أن تزرع في النفوس الأمل والسكينة وسط زحام الحياة وتحدياتها.

صديقتي الصادقة الطيبة، والإنسانة الراقية الكاتبة كلوديا مارشيليان.. أشكرك من كل قلبي.. جعلتِ رحلتي إلى لبنان هذه المرة أجمل رحلاتي.. بيتك جميل، وعائلتك جميلة.. وحضن ماما ذكّرني بحضن أمي.. ربنا يسعدكم ويبارك لكم، ونلتقي على خير دائمًا يا رب.

هذه الكلمات، البسيطة في ظاهرها، عميقة في معناها، تروي قصة إنسانية عميقة عن لقاء الأرواح وتلاقح المشاعر الصافية، حيث تذوب المسافات وتزول الحواجز، ويصبح البيت مكانًا يتسع لكل الحنين والطمأنينة. لم تكن هذه الرحلة فقط استكشافًا للأرض، بل كانت رحلة داخل الذات، حيث وجدت إلهام في بيت كلوديا عائلة جديدة ودفءً يعيدها إلى حضن أمها الراحلة، يعانقها بهدوء ويطبطب على روحها.

إنها شهادة على أن الصداقة الحقيقية هي تلك التي لا تعرف حدودًا، ولا تحكمها مصالح الزمان أو المكان، بل تُبنى على صدق المشاعر، ونقاء النوايا، وروح الوفاء التي لا تذبل. علاقة بين فنانة مصرية وكاتبة لبنانية، تجمع بين ثقافتين وقلبين، ويصبّان في نهر واحد من الإنسانية الرفيعة.

كما لم تكن الزيارة كاملة إلا بوجود الفنانة المبدعة ماجدة الرومي، التي أضافت بأغانيها ووجودها بُعدًا آخر من الصفاء والجمال، كأن صوتها كان نغمة السلام التي تردّدها الغابات، والأنشودة التي تخبر الطبيعة عن الحب والوفاء. ماجدة الرومي ليست مجرد مطربة عادية، بل هي صوت الأمل والحنين، وهي رمز للكرامة الفنية والروح الوطنية التي تتجاوز حدود البلدان. حضورها ينبض بالدفء والسكينة، وحين تغني، تلامس القلوب وتحيي فيها شغف الحياة والنقاء. هي تلك النغمة التي توحد بين الناس، وتجعل من الموسيقى جسراً يحمل رسائل المحبة والإنسانية، وتزرع في النفوس بذور السلام والطمأنينة. وجودها في تلك الرحلة لم يكن صدفة، بل كان ترفًا روحيًا، يجعل اللقاء أجمل ويحول اللحظة إلى ذكرى خالدَة.

في النهاية، تذكرنا هذه الرحلة بأنّ أجمل ما في السفر ليس المكان، بل الناس الذين نصادفهم، والقلوب التي تفتح لنا أبوابها، فتُصبح الرحلة ذكرى لا تُنسى، وتُصنع فيها سطور جديدة من الأمل والمحبة والصدق. وبهذا يُصبح السفر أكثر من تنقّل، ويصبح اللقاء أكثر من محادثة، بل هو احتفال بالحياة وبالنقاء الذي يطوقنا جميعًا.