فن التأني: سر تعزيز النفس والنجاح في الحياة
كتبت: أمنية شكري
كلماتك وأفعالك تحمل بين طياتها حظك. فلا داعي للعجلة في كل الأمور، خذ وقتك وهدئ من وتيرتك، وسوف يأتي الحظ إليك.
البطء هو أفضل طريقة لتعزيز نفسك. فالكلام البطيء والتفكير العميق يجعلان كلماتك أكثر صدقًا. وعندما تتحدث ببطء وبتمعن، تقل أخطاءك، وتتجنب الكوراث غير المتوقعة.
في حياتنا السريعة الوتيرة، غالبًا ما نسارع إلى التعبير عن أنفسنا وننسى ثقل كلماتنا. فكل كلمة جارحة هي وابل من السهام، تؤذي الآخرين بشدة. والتأني في الكلام هو أن تمنح أفكارك لحظة للتوقف قبل أن تنطق بالكلمات. لذا في الحياة، تكلم بثلاثة أجزاء فقط من كلامك، أما السبعة الباقية، فكر فيها واخترها بعناية. ولتبطئ كلامك ولتختر كلماتك بعناية حتى تتمكن من ترك مخرج لك.
افعل الأشياء ببطء وبحذر، وستكون أكثر استقرارًا. ففي كثير من الأحيان، كلما أسرعنا في الوصول إلى الهدف، زادت الصعوبة في تحقيقه. والبطء لا يعني الركود، بل هو التفكير أثناء التقدم والنمو في السكون واختيار الطريق الصحيح. فلتسر بخطى ثابتة، ولتترك مساحة لكي تبني مستقبلك، بل اترك مكانًا في حياتك للتفكير والراحة والتمهيد للانطلاق.
إن الحياة طويلة، فلا تتعجل في الوصول إلى القمة بين عشية وضحاها. عش الحياة بهدوء، وانتظر الأوقات المناسبة حتى تتفتح الأزهار، وفي النهاية ستحصد ثمار عملك.عش ببطء، فالحياة تصبح أكثر لذة عندما نعيشها بتمهل. والحياة منذ بدايتها وحتى نهايتها هي مجرد نزهة.
في طريقك، تعلم بهدوء، وطور مهاراتك، وحقق التفوق في الأشياء التي تتقنها. ولتتخفف من سرعتك، ولتكن متأنياً. فستجد أنه عندما يتوقف جسدك وعقلك، كل المتاعب والهموم ستتبدد بهدوء.
الحياة مليئة بالصعوبات، لكن التحديات مؤقتة، والجمال الذي يأتي متأخرًا يستحق الانتظار. الحياة هي في النهاية وليمة تحتاج إلى تذوقها ببطء. ففي هذا العالم الصاخب، لماذا لا تأخذ قسطًا من الراحة وتستمتع بالهدوء.
أتمنى أن نحافظ جميعًا على طاقتنا الإيجابية، ونواصل التعلم والنمو، ونلتقي بأنفسنا الأفضل.
