حسن أحمد يكتب: حماده هلال والحلم الصهيوني!

مسلسل المداح.. ظنه البعض عملاً خزعبليًا"، لكنه في الحقيقة يعكس مدى السطحية وثقافة الفيسبوك والتيك توك التي تسيطر على الأغلبية اليوم. إن العمل يعد من أرقى الأعمال الدرامية التي تحمل هدفًا عميقًا ورسالة واضحة، بل ويعكس إسقاطًا سياسيًا مهمًا، وتنويهًا عن الكارثة الثقافية التي تجتاح المجتمعات السطحية التي تآكلت فيها الثقافة لصالح إعلام زائف وسوشيال ميديا خادعة.
إن السوشيال ميديا، التي أصبحت أذرع الشيطان الخفية، تتحكم في المجتمعات كما تشاء، مدفوعة بأجندات خفية تعمل لصالح "الشيطان الكبير" المتمثل في مجموعة ولايات، و"شيطانه المدلل الصغير" الذي يسيطر عبر المائدة المستديرة، ظانين أنهم يحكمون العالم ويوجهونه كما يحلو لهم. ولكن، وكما قال الله تعالى: "فيمدهم في طغيانهم يعمهون"، فإن بعض المجتمعات للأسف تمنحهم هذه الفرصة، وتترك السوشيال ميديا تتحكم فيها، ساعية وراء الشهرة أو المال دون مراعاة لأي مبادئ دينية أو أخلاقية، مما يؤدي إلى تدمير بعض الفئات ضعيفة النفوس.
لماذا ينفق هؤلاء الشياطين كل هذه الأموال رغم بخلهم الشديد؟ السبب ببساطة هو رغبتهم في تدمير المجتمعات العربية وأجيالها، كما نرى يوميًا شبابًا يتركون أعمالهم وأراضيهم سعياً وراء الكسب السريع، حتى وإن كان على حساب كرامتهم وعائلاتهم. لقد امتدت أيدي الشياطين إلى كل شيء، حتى غرف النوم، ولم يعد هناك خصوصية أو نخوة إلا لمن رحم ربي.
أكد المداح على أن هؤلاء مجرد كيانات هشة، كما أشار إلى قول الله تعالى: "فقذفنا في قلوب الذين كفروا الرعب"، فهم في حالة رعب دائم، ويحاولون التفريق بين الشعوب العربية خشية اتحادها. حتى حركة الأيدي التي يستخدمونها في إشاراتهم تحمل دلالة واضحة على أنهم مجرد أدوات تتلاعب بنا، تمامًا كما كانت تؤثر في المداح، ولكن الإيمان هو القوة الحقيقية التي ستنصرنا عليهم.
ظهور أجداد المداح في النهاية هو دعوة صريحة للعودة إلى السلف الصالح والتمسك بأصولنا، فهؤلاء الأجداد لم يعاصروا السوشيال ميديا التي لم نستطع أن نستخرج منها أفضل ما فيها، بل سمحنا لهم بأن يغرقونا في أسوأ ما تقدمه.
المداح يحمل رسالة واضحة: العودة إلى الله، ومحاربة أهل الشرك ومن يعاونهم. فهل ستصل الرسالة ونحطم الحلم الصهيوني؟ بلا شك، فهو سيتحطم لأن وعد الله حق، ولكن علينا أن نخلص النية لله، ونرفض - ولو بقلوبنا - كل هذا العبث.