وداعًا «سلطان القراء».. وفاة الشيخ السيد سعيد بعد رحلة عطاء مع كتاب الله

May 24, 2025 - 11:44
May 24, 2025 - 11:50
وداعًا «سلطان القراء».. وفاة الشيخ السيد سعيد بعد رحلة عطاء مع كتاب الله

كتبت : ميادة خطاب 

رحل عن عالمنا منذ قليل، القارئ الشيخ السيد السيد سعيد، الملقب بـ«سلطان القراء»، بعد صراع طويل مع المرض. عرف الشيخ السيد سعيد بتلاوته المتقنة والمؤثرة لسورة يوسف، التي كانت علامة مميزة في مسيرته القرآنية وأثرت في قلوب الملايين من المستمعين في مصر والعالم الإسلامي.

خلال الفترة الماضية، عانى الشيخ من تدهور حالته الصحية، وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته الخاصة بعلاجه في أحد المستشفيات العسكرية، تقديرًا لدوره وجهوده في خدمة كتاب الله. ومن المقرر أن تُشيع جنازته من مسقط رأسه في مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، فور وصول نجله من المملكة العربية السعودية.

يُعتبر الشيخ السيد سعيد من أشهر قراء مصر والعالم الإسلامي، حيث بدأ مشواره مع التلاوة منذ طفولته في قرية كفر سليمان بمحافظة دمياط، حيث ذاع صيته وانتشرت تلاواته في كل أرجاء المحافظة، ولم يخلو مكان من صوته وقراءته.

ولد عام 1943 في قرية ميت مرجا سلسيل التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية، في أسرة فقيرة مكونة من 9 أبناء، وكان أصغر الذكور. ومنذ الصغر وهبه الله ملكة حفظ القرآن، وشجعه والده على ذلك بعد أن لاحظ جمال صوته في التلاوة.

بدأ حفظ القرآن في عمر 7 سنوات على يد الشيخ عبدالمحمود عثمان في كتاب القرية، وهو من تلك الكتاتيب التي تخرج فيها أشهر القراء، حيث لم يكن مجرد حفظ بل بناء لعقول الطلاب. ومع بلوغه التاسعة، بدأ يقرأ القرآن في المساجد، وواصل تعليمه بالمعهد الأزهري في دمياط، حيث بدأت شهرته في قرية كفر سليمان.

رغم توقفه عن الدراسة في الصف الأول الإعدادي بسبب ظروف أسرته المالية، استمر في التلاوة ليعيل أسرته. تعلم القراءات والتجويد على يد الشيخ إبراهيم محمد غنيم في قرية الكردي، وأقام معه ثلاث سنوات ليتقن القراءات المختلفة. ولم يتلقَ تدريبًا رسميًا على المقامات الموسيقية لكنه حفظها سمعيًا.

واجه الشيخ في بداياته صعوبات كثيرة، خاصة قبل انتشار الميكروفونات، حيث كان يعتمد على قوة صوته لقراءة أمد طويل في المناسبات، ما كان يتطلب جهدًا كبيرًا.

أول أجر تقاضاه من التلاوة كان ربع جنيه وهو في عمر 9 سنوات، ورغم ذلك كان يقرأ حبًا في القرآن ولا يطلب أجرًا، مستندًا إلى قوله تعالى: «وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ». وكان يشارك في العديد من المناسبات مجانًا.

سافر الشيخ السيد سعيد لتلاوة القرآن في العديد من دول العالم منها الإمارات ولبنان وجنوب أفريقيا وإيران وسويسرا، مما ساهم في نشر صوته الجميل وأسلوبه المؤثر على نطاق واسع.

رحم الله الشيخ السيد سعيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.