مصطفى صلاح يكتب: محمد مسعود.. صوت الحقيقة وقلم لا يعرف التزييف

عندما نتحدث عن القامات الصحفية التي أثرت المشهد الإعلامي المصري بجرأة الطرح وعمق التحليل، فإن اسم الكاتب الصحفي محمد مسعود يبرز بقوة، كواحد من أبرز الأسماء التي تركت بصمة لا تُمحى في عالم الصحافة والإعلام. فهو ليس مجرد صحفي بارع، بل نموذج يُحتذى به في المصداقية والمهنية، حيث استطاع أن يضع بصمته المميزة في كل مكان عمل فيه، ليصبح رمزًا للصحافة الحرة والملتزمة.
محمد مسعود يشغل حاليًا منصب رئيس تحرير جريدة الفجر، حيث يقودها برؤية عميقة تجمع بين الجرأة في الطرح والحرص على نقل الحقيقة للقارئ دون تجميل أو تحريف. بفضل قدرته على تقديم محتوى صحفي متميز يعتمد على البحث والتقصي، نجح في بناء قاعدة قراء واسعة، وجعل اسمه محل احترام وتقدير في الأوساط الإعلامية.
لكن إبداع محمد مسعود لم يتوقف عند حدود الصحافة المكتوبة، بل امتد إلى عالم الدراما، حيث أبدع في تأليف المسلسل الدرامي "مذكرات سيئة السمعة"، الذي حقق نجاحًا واسعًا بفضل حبكته المشوقة وأسلوبه السردي المحكم. هذا النجاح يؤكد امتلاكه رؤية درامية متكاملة، وقدرة على تقديم أعمال تلفزيونية تلامس الواقع المصري بذكاء وموضوعية. إن تمكنه من أدوات السرد والحوار جعله واحدًا من الأسماء المتميزة في مجال التأليف الدرامي، حيث استطاع نقل خبرته الصحفية إلى الشاشة بحرفية جعلت عمله يحظى بإشادة واسعة.
ناقد فني بعيون الصحفي المحترف
إلى جانب مسيرته الحافلة في الصحافة والتأليف الدرامي، لمع محمد مسعود أيضًا كناقد فني بارع، حيث يمتلك عينًا ناقدة قادرة على تحليل الأعمال الفنية بعمق وموضوعية. لا يكتفي بالمجاملات أو التقييمات السطحية، بل يغوص في تفاصيل العمل الفني، بدءًا من السيناريو مرورًا بالإخراج والأداء التمثيلي وصولًا إلى أدق العناصر التي تُكسب أي عمل قوته أو تضعفه.
تميزه كناقد فني ينبع من خبرته الطويلة في الصحافة، حيث اعتاد على رؤية الأمور من زوايا متعددة، ما يجعله قادرًا على تقديم رؤى نقدية بناءة تفيد صُنّاع الفن وتثري المجال الفني بآراء مدروسة بعيدة عن التحيز. استطاع أن يكون صوته مسموعًا في عالم النقد الفني، حيث تحمل مقالاته وتحليلاته طابعًا موضوعيًا مدعومًا بالأدلة والمعلومات، وهو ما أكسبه احترام الفنانين وصُنّاع الدراما الذين يرون في نقده فرصة للتطوير وليس مجرد هجوم أو استعراض للرأي.
شرف العمل معه
على المستوى المهني، كان لي الشرف الكبير بالعمل مع محمد مسعود في جريدة المصري اليوم وجريدة صوت الأمة، حيث لمست عن قرب مدى شغفه بالمهنة والتزامه بقيم الصحافة النبيلة. كان دائمًا مثالًا يُحتذى به في الدقة والشفافية، لا يعرف المراوغة، ولا يجيد سوى تقديم الحقيقة كما هي، وهو ما جعله صحفيًا يحظى بثقة واحترام الجميع.
العمل مع محمد مسعود تجربة تثري أي صحفي، فهو ليس فقط قائدًا إداريًا ناجحًا، بل زميل يدعم فريقه، ويحرص على نقل خبراته للجيل الجديد من الصحفيين. يتميز بحس قيادي يجمع بين الحزم والمرونة، ويعرف كيف يُلهم من حوله ليقدموا أفضل ما لديهم في مجال الصحافة والإعلام.
قلم لا ينحني أمام الضغوط
الحديث عن محمد مسعود لا يكفيه مقال أو سطور معدودة، فهو قلم لا ينحني أمام الضغوط، وصاحب رسالة سامية في الدفاع عن الحقيقة. ورغم التحديات، يظل نموذجًا للصحفي الذي يكتب بضمير حي، ويؤمن بأن الكلمة الصادقة هي السلاح الأقوى في مواجهة أي تزييف أو تضليل.
سواء في الصحافة أو الدراما أو النقد الفني، يثبت محمد مسعود يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد اسم في المجال الإعلامي، بل قيمة حقيقية تستحق الإشادة والاحترام. لقد جمع بين التحليل العميق، والطرح الجريء، والرؤية الفنية المتكاملة، ليصبح نموذجًا مشرفًا يُحتذى به في الوسط الإعلامي والفني على حد سواء.
كل التحية والتقدير للكاتب الكبير محمد مسعود، الذي سيظل اسمه علامة مضيئة في تاريخ الصحافة المصرية.