مصطفى صلاح يكتب: في «قهوة المحطة».. غادة طلعت تثبت امتلاكها قدرات تمثيلية كبيرة
تعد الفنانة الشابة غادة طلعت واحدة من الأسماء التي استطاعت أن تثبت حضورها في الدراما المصرية بموهبة واضحة وأداء متقن، في مسلسل «قهوة المحطة»، قدمت شخصية «ابتسام هانم» بأسلوب واقعي بعيد عن المبالغة، مما جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد. اعتمدت في أدائها على التفاصيل الدقيقة التي منحت الشخصية بعدا إنسانيا واضحا، فجاءت تعبيراتها، نبرة صوتها، ولغة جسدها متناغمة مع طبيعة الدور ومتطلباته.
تميزت غادة طلعت بقدرتها على إيصال المشاعر دون افتعال، فبدا حضورها طبيعيا ومتزنا، خاصة في المشاهد التي تتطلب تدرجا في الانفعالات. من أبرز اللحظات التي عكست مهارتها كان المشهد الذي جمعها بـ رياض الخولي، حيث دار بينهما حوار يكشف أبعادا خفية لشخصية «ابتسام هانم». قدمت المشهد بأداء هادئ من الخارج لكنه محمل بتوتر داخلي، مما أضفى مصداقية على الشخصية وجعلها قريبة من الواقع.
لم يكن نجاح غادة طلعت في هذا العمل مجرد صدفة، بل نتيجة اجتهادها في دراسة الشخصية وتقديمها بطريقة متماسكة ومتسقة مع الخط الدرامي للمسلسل. استطاعت أن تجعل «ابتسام هانم» شخصية حقيقية لها أبعاد واضحة، وليست مجرد دور يمر مرور الكرام. هذا الإتقان ظهر في قدرتها على التنقل بسلاسة بين مشاعر متناقضة دون افتعال، وهو ما جعل الشخصية تترك أثرا لدى المشاهدين.
رغم أن «قهوة المحطة» ينتمي إلى المسلسلات القصيرة، إلا أن شخصية «ابتسام هانم» كانت إحدى الركائز المهمة في الأحداث. ساهم أداؤها في تعزيز الحبكة الدرامية وإبراز التحولات التي تمر بها الشخصيات الأخرى، مما يعكس وعيها بأهمية الدور داخل السياق العام للعمل.
يبدو أن غادة طلعت تمتلك رؤية واضحة في اختياراتها، فهي تميل إلى الشخصيات التي تحمل أبعادا إنسانية وتجعل المشاهد متفاعلا معها. في «قهوة المحطة»، لم تعتمد على الأداء الانفعالي الزائد، بل قدمت شخصية هادئة ظاهريا لكنها تحمل صراعا داخليا، وهو ما أضاف مصداقية للدور وجعل أدائها محط تقدير.
بهذا الدور، أكدت غادة طلعت أنها تمتلك أدوات تمثيلية قوية تمكنها من تقديم شخصيات مختلفة بتنوع واضح. استمرارها في هذا النهج يجعلها واحدة من الأسماء التي يمكن أن تترك بصمة حقيقية في الدراما المصرية، خاصة مع حرصها على تقديم أدوار تبرز موهبتها وتضيف إلى مسيرتها الفنية.
