مصطفى صلاح يكتب: «غادة طلعت» نجمة تتألق في «قلبي ومفتاحه» وتخطف قلوب المشاهدين
تتألق غادة طلعت هذا العام في الدراما المصرية، لتثبت أنها ليست مجرد ممثلة تؤدي أدوارها بإتقان، بل فنانة تعيش الشخصيات التي تجسدها، تمنحها روحًا وتفاصيل تجعلها نابضة بالحياة. في مسلسل «قلبي ومفتاحه»، استطاعت أن تخطف الأنظار بأدائها الساحر في دور حنان الكوافيرة، لتصبح حديث الجمهور والنقاد على حدٍ سواء.
المشهد الذي جمعها مع آسر ياسين (محمد عزت) وسما إبراهيم (مدام ثريا) خلال جلسة التعارف في المسلسل تصدّر التريند على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناقله رواد فيسبوك، إنستجرام، تيك توك، وتفاعلت معه منصات واتش إت ويانجو بلاي، في مشهد عفوي حمل الكثير من التلقائية والواقعية. أبدى الجمهور إعجابه الكبير بطريقة الأداء، حيث عبّر العديد من المتابعين عن إعجابهم بالمشهد بعناوين مثل: «الأم لو ابنها اختار بنت مش على مزاجها»، «أقل قاعدة تعارف في مصر»، «لو جواز الصالونات كده، يبقى إلغي رحلتي»، و*«خناقة مدام ثريا وحنان كانت محتاجة حلقة لوحدها»*.
ما يميز غادة طلعت أنها لا تمثل فقط، بل تجسد مشاعر شخصياتها بكل تفاصيلها، تجعل المشاهد يشعر أنه يرى شخصًا حقيقيًا أمامه وليس مجرد أداء على الشاشة. لديها قدرة مذهلة على نقل الانفعالات من خلال تعبيرات وجهها ونبرة صوتها، فتجد نظراتها تحكي حكايات لم تُروَ، وصمتها يحمل أحيانًا ألف معنى. وهي من الفنانات القليلات اللاتي يجعلن الجمهور يتورط عاطفيًا مع الشخصية، يتألم لألمها ويفرح لسعادتها.
في «قلبي ومفتاحه»، تقدم غادة طلعت شخصية مركبة تحمل في داخلها الكثير من الصراعات، فهي ليست مجرد فتاة تخوض قصة حب، بل شخصية تلامس واقع العديد من الفتيات اللاتي يجدن أنفسهن في مواجهة معايير اجتماعية قد تكون ظالمة. أداؤها كان استثنائيًا، حيث أضافت بريقًا خاصًا للمسلسل، الذي يضم كوكبة من النجوم، أبرزهم آسر ياسين، مي عز الدين، سما إبراهيم، أشرف عبد الباقي، دياب، وميس حمدان، وهو من إخراج تامر محسن وإنتاج ميدياهب.
ولم تكتفِ غادة طلعت بالتألق في هذا العمل فقط، بل تألقت أيضًا في مسلسل «قهوة المحطة»، حيث قدمت شخصية مليئة بالأسرار والصراعات الداخلية، تعكس واقع الطبقات الكادحة وأحلامهم المؤجلة. بفضل موهبتها الفذة، استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة متميزة في قلوب المشاهدين، وأصبحت واحدة من النجمات اللاتي يترقب الجمهور أعمالهن بشغف.
الدراما ليست مجرد صناعة للترفيه، بل هي مرآة تعكس المجتمع وتنقل مشاعره وتفاصيله، وغادة طلعت تفهم ذلك جيدًا، لذا تمنح أدوارها عمقًا حقيقيًا يجعلها لا تُنسى. نجاحها لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج موهبة حقيقية واجتهاد مستمر، جعلها واحدة من ألمع نجمات الدراما المصرية في السنوات الأخيرة.
