د. شيرين الشافعي تكتب: الإعلام وصناعة التأثير في الانتخابات البرلمانية: بين الصورة الذهنية ودور المتحدث الرسمي

Oct 16, 2025 - 20:55
د. شيرين الشافعي تكتب: الإعلام وصناعة التأثير في الانتخابات البرلمانية: بين الصورة الذهنية ودور المتحدث الرسمي

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتجه الأنظار نحو الإعلام بوصفه ساحة التأثير الأولى التي تتقاطع فيها رسائل المرشحين مع تطلعات الناخبين. وفي الانتخابات البرلمانية المصرية، يبرز الإعلام كعنصر حاسم في إدارة الحملات الانتخابية، وتشكيل الصورة الذهنية للمرشحين، وتعزيز الوعي الديمقراطي لدى المواطنين.

تجري انتخابات مجلس النواب في مصر وفق نظام يجمع بين القوائم الحزبية والدوائر الفردية، مما يجعل التواصل الإعلامي عنصراً محورياً في نجاح الحملات. فبينما يعتمد بعض المرشحين على التلفزيون والصحف لعرض برامجهم، يتجه آخرون إلى المنصات الرقمية مثل فيسبوك وإنستغرام للوصول إلى فئة الشباب، التي أصبحت قوة انتخابية مؤثرة. وقد كشفت انتخابات عام 2020 عن تصاعد دور الحملات الإلكترونية وأثرها المباشر على الرأي العام.

يلعب الإعلام دوراً مزدوجاً في العملية الانتخابية: من جهة ينقل البرامج والرؤى للناخبين، ومن جهة أخرى يوجّه اهتمام الرأي العام إلى قضايا محددة، كتحسين الخدمات أو دعم الزراعة، وفقاً لنظرية “جدول الأعمال”. كما يسهم في الرقابة وكشف التجاوزات الانتخابية، إلا أن انتشار الأخبار المغلوطة على وسائل التواصل يظل تحدياً يتطلب مواجهة إعلامية واعية.

أما الصورة الذهنية للمرشح فهي الانطباع الذي يترسخ في أذهان الناخبين من خلال الرسائل الإعلامية. وتلعب التغطية الإيجابية دوراً في بناء الثقة، بينما قد تُضعف التغطية السلبية فرص المرشح. لذلك، يعتمد نجاح الحملات على قدرة المرشح وفريقه الإعلامي في إدارة الصورة بذكاء، والرد السريع على الشائعات والأزمات.

ويأتي هنا دور المتحدث الرسمي كواجهة إعلامية للحملة الانتخابية، يتولى مهمة التواصل مع وسائل الإعلام، وإصدار البيانات والتوضيحات الرسمية، وإدارة الأزمات المحتملة. فهو صوت الحملة أمام الجمهور، وأداؤه المهني يمكن أن يعزز مصداقية المرشح أو يضعفها، بحسب قدرته على التعبير الدقيق والمقنع.

وفي هذا السياق، أطلق مجلس الشباب المصري برنامجاً تدريبياً نوعياً لإدارة الحملات الانتخابية، يستهدف الشباب والنساء والأشخاص من ذوي الإعاقة، بهدف تمكينهم من أدوات التواصل السياسي والإعلامي الفعّال. يمتد البرنامج على مدار يومين ويُقدَّم مجاناً، في خطوة تعكس إيمان المجلس بأهمية إعداد كوادر قادرة على إدارة الحملات وفق معايير مهنية وقانونية، وتعزيز المشاركة السياسية الواعية.

في الختام، يظل الإعلام ركيزة أساسية في بناء الثقة بين الناخبين والمرشحين، وأداة مؤثرة في دعم التجربة الديمقراطية المصرية. ومع تطور أدوات الاتصال وازدياد حضور الإعلام الرقمي، تتزايد المسؤولية المهنية في نقل الحقيقة ومواجهة التضليل، حتى تبقى العملية الانتخابية تجسيداً حقيقياً لإرادة الشعب.