في ذكرى رحيله.. توفيق الدقن «شرير السينما الطيب» الذي لا يغادر ذاكرة المصريين
كتبت: شيرين الشافعي
أحيا برنامج "هذا الصباح" على قناة النيل للأخبار ذكرى رحيل الفنان الكبير توفيق الدقن، الذي غادر عالمنا في 26 نوفمبر 1988، وظل رغم ذلك حاضرًا في ذاكرة الجمهور كأحد أبرز من جسّدوا أدوار الشر بخفة ظل لا تُنسى. التقرير الذي أعدّته سمر صلاح وقراءة وتعليق شيرين الشافعي، استعاد مسيرة واحد من أهم نجوم السينما والمسرح في مصر.
صوت الدقن المميز وعِباراتُه الشهيرة—من «انتباه يا دانس» و«ألو يا أمم» إلى «صلاة النبي أحسن»—ما زالت تتردد في وجدان عشاق السينما حتى اليوم، بعدما أصبحت جزءًا من تراثه الفني وسببًا في ارتباط الجمهور به رغم تجسيده المتكرر لشخصيات الشر.
ورغم تنوع أدواره، امتلك الدقن قدرة فريدة على تقديم الشرير بطابع كوميدي محبب، مانحًا الشخصية روحًا مختلفة تميزه عن أي ممثل آخر. ولد عام 1924 بمحافظة المنوفية، وتخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قبل أن ينطلق ليصنع رحلة فنية استثنائية امتدت لعقود.
قدّم توفيق الدقن أكثر من 300 عمل في السينما والمسرح والتليفزيون، ونجح في جعل كل شخصية شريرة بصمة خاصة لا تتكرر. من بين أعماله الخالدة: «صراع في المينا»، «القاهرة 30»، «ليل وقضبان»، «ابن حميدو»، «مراتي مدير عام»، «سر طاقية الإخفا»، «خرج ولم يعد» وغيرها من الأعمال التي خلّدت اسمه.
أما المسرح—هوايته الأولى—فقد قدّم عبره أعمالًا بارزة مثل «عيلة الدوغري»، «سكة السلامة»، «بداية ونهاية»، «انتهى الدرس يا غبي»، مؤكدًا قدرته على الإقناع على خشبة المسرح كما على الشاشة.
ولم تخلُ مسيرته من فلسفة خاصة عبّر عنها بقوله الشهير:
"ليس هناك دور كبير ودور صغير، ولكن هناك ممثل كبير وممثل صغير."
رحل «شرير السينما الطيب» قبل أكثر من ثلاثة عقود، لكن حضوره ما زال باقيًا في وجدان الجمهور، وفي ذاكرة الفن المصري والعربي، كأحد أكثر الفنانين تأثيرًا وبصمةً وخلودًا.