الدكتور حازم الشاذلي يكتب: ذات الرداء الأحمر

ديسمبر 22, 2024 - 10:37
الدكتور حازم الشاذلي يكتب: ذات الرداء الأحمر

في طفولتنا وصبانا كانوا يدرسون لنا في كتب المطالعة قصص كثيرة بها حكم ومواعظ والحق إنها برغم بساطتها وربما سذاجتها إلا أنها فعلا تستحق الاهتمام والتامل منها علي سبيل المثال حكاية الأرنب المغرور الذي تراهن مع السلحفاة إنه بلا شك سيصل قبلها لنهاية السباق وبسبب غروره تكاسل واستهان بينما السلحفاة الدؤوب تفانت وأخلصت وكسبت السباق.

وحكاية أخري عن الأسد الهصور الذي وقع في شبكة الصياد ولم ينقذه إلا فار صغير ظل يعمل علي الشبكة باسنانه.

  وحكاية الحطاب الذي جمع أولاده وأعطي لكل منهم حزمة حطب واحدة فكسروها بسهوله وعندما أعطاهم عدة حزم لم يستطيعوا كسرها فكان هذا درس لهم في أن الأتحاد قوة.

وحكاية أخري عن الثعلب المكار المنافق الذي اقنع الغراب صاحب لأقبح صوت بين الطيور بأن صوته من أجمل الأصوات فصدقه وفتح فمه ليغني فسقطت قطعة الجبن الرومي والتهمها الغراب وكان هذا أول درس لنا في فنون التطبيل.

وقصة الرجل المعمر الذي ظل يقنع الناس أنه يؤلف كتاباً ضخماً فيه خلاصة تجاربه وعندما فتحوا خزانته بعد وفاته وجدوا كتاباً ضخماً به صفحات بيضاء بدون أي كتابة عدا الصفحة الأخيرة مكتوب فيها أن سبب عمري الطويل هو أرجل دافئة عند النوم ومعدة غير متخمة بالطعام ورأس خال من الهموم وتسائلنا وقتها أن من الممكن تحقيق البندين الأولين ولكن كيف برأس خال من الهموم.

وأيضا قصة عقلة الأصبع الحكيم الذي خشي أن يتركه أخوته في الغابة فلا يستطيع العودة للمنزل فجمع في جيبه الكثير من الزلط وظل يلقيه علي الأرض طوال المشوار ليستطيع السير علي هداه أذا عاد وحده.

إلا أن قصة ذات الرداء الأحمر هي التي لفتت نظري في هذا الوقت بالتحديد.

التهم الذئب الكبير جدة ذات الرداء الأحمر وارتدي ملابسها وتنكر في شكلها ونام في سريرها وجائت الفتاة لزيارة جدتها في الفراش ولاحظت تغير شكلها فسالتها أو سالته لماذا يا جدتي عينك كبيرة هكذا فقال لأراك بها جيداً فقالت الفتاة ولماذا أنفك كبير هكذا فأجاب لأشمك به جيداً ولماذا أذنك كبيرة هكذا فقال لأسمعك بها جيداً فقالت الفتاة أخيراً ولماذا أسنانك كبيرة هكذا فقال الذئب الجدة لأكلك بها بسهولة والتهمها الذئب.

المسكينة لم تنتبه إلى تغير شكل الجدة وأضاعت الوقت في السؤال فكانت نهايتها.

والحدق يفهم