د.حازم الشاذلي يكتب: دموع الطيور الحزينة

هل من الممكن أن تصل درجة الحزن والاحباط لشخص ما أن تجعله يفكر أن ينهى حياته بيده؟
فى الأونة الأخيرة تداولت الأنباء حوادث انتحار غريبة ولافتة للنظر٠
موظف الأوبرا فى مصر الذى قيل أنه انتحر غرقاً بسبب تعنت مرؤوسيه وما زال الحادث غامضاً ومشكوك فى صحته٠
حادثة انتحار المراهق الأمريكى سيول سيتزر الذى انهى حياته بعد ارتباطه عاطفياً بشخصية افتراضية على منصة الذكاء الاصطناعى.
لاعب كرة من الأوروجواى يدعى مورو أطلق على نفسه الرصاص بعد أيام من فسخ عقده مع النادى الذى يعتبر هدافه التاريخى٠
والأمر لا يقتصر على الحاضر فهناك حوادث انتحار لمشاهير هزت الأوساط العالمية٠
انتحرت المطربة العالمية ذات الأصول المصرية داليدا فى مايو ١٩٨٧ بجرعة زائدة من الباربيتورات وتركت رسالة تقول فيها سامحونى الحياة لم تعد تحتمل ٠٠وقال المصريون ساخرون أنها انتحرت بعد مشاهدتها للفيلم الذى أخرجه لها يوسف شاهين باسم اليوم السادس.
وانتحر الروائى العظيم أرنست همنجواى صاحب رواية العجوز والبحر والفائز بنوبل بإطلاق النار على نفسه من بندقيته بسبب خوفه من أن يصاب بالجنون وراثياً ٠
والكاتبة الشهيرة فيرجينيا وولف ارتدت معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها فى نهر أوس بعد أن أصيبت باكتئاب حاد بعد الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها فى لندن٠
وفى مارس ١٩١٨ أطلق لاعب كرة القدم من أوروجواى بورتى النار على رأسه فى منتصف ملعب كرة القدم بعد أن تم انهاء عقده مع نادى الناشيونال ٠
أما المأساة الكبرى فقد حدثت فى مصر من عدة سنوات عندما انتحر الشاب عبد الحميد شتا بعد رفض قبوله بتعيينات الخارجية برغم تفوقه بسبب كونه غير لائق اجتماعياً؟
ما يهمنى هنا هو الحادثان المصريان والأمر معروض على السادة أساتذة علم الاجتماع والطب النفسى للبحث هل هى ظاهرة نفسية بحتة أم قسوة مجتمع؟