تكريم الأديبة الدكتورة سارة طالب السهيل في ختام معرض "تشكيلات عراقيات" بعمان

كتب: مصطفى صلاح
شهد المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمّان ختام فعاليات المعرض العاشر لموقع “تشكيلات عراقيات”، الذي أُقيم بالتعاون مع مؤسسة أشنونا للفنون، وسط حضور فني وثقافي واسع.
وافتتح المعرض برعاية وزير الثقافة الأردني الدكتور مصطفى الرواشدة، وبحضور نائب سفير جمهورية العراق في الأردن وعدد كبير من المثقفين والفنانين العرب.
وخلال حفل الختام، تم تكريم الأديبة والشيخة الدكتورة سارة طالب السهيل تقديرًا لمسيرتها الأدبية الثرية ودعمها المتواصل للثقافة والفنون، وذلك باسم التشكيليات العراقيات، عرفانًا بإسهامها المتميز في إثراء المشهد الثقافي العربي وتعزيز قيم الإبداع النسائي.
وفي كلمتها، أعربت الدكتورة سارة طالب السهيل عن امتنانها العميق للقائمين على المعرض، مثمنة الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة الفعالية في إنجاحها، وموجهة شكرًا خاصًا للفنانة هيام الموسوي، المؤسسة والمديرة العامة لموقع تشكيلات عراقيات ورئيسة مؤسسة أشنونا للفنون، على دورها في تمكين الفنانات العراقيات وإبراز إبداعاتهن في الساحة العربية والدولية.
وقالت السهيل في كلمتها إن موقع تشكيلات عراقيات يمثل منصة فنية وثقافية رائدة تهدف إلى دعم الفنانات العراقيات وتسليط الضوء على أعمالهن، ليتمكن الجمهور المحلي والعالمي من التعرف على ملامح المشهد التشكيلي العراقي النسائي المعاصر. وأشارت إلى أن المعرض يضم لوحات لفنانات عراقيات من مختلف أنحاء العالم، تتيح فرصة لاقتناء الأعمال الأصلية وتعزيز قيمة الفن العراقي الأصيل في الوعي العربي.
وأكدت الدكتورة سارة طالب السهيل أن الفن العراقي هو أصل الجمال الحضاري، مشيرة إلى أن السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين كانوا من أوائل من استخدموا الفن التشكيلي والنحت للتعبير عن الحياة اليومية والطقوس الدينية عبر النقوش الطينية والزخارف المعمارية.
وأضافت أن التماثيل الطينية القديمة التي كانت تُجسد المصلين بعيون واسعة، تعكس روح الخشوع والسمو، وصولًا إلى روائع بوابة عشتار التي بقيت شاهدًا خالدًا على عبقرية الفن العراقي منذ فجر التاريخ.
وأوضحت السهيل أن موقع تشكيلات عراقيات يشكل جسرًا ثقافيًا يربط بين الفنانة العراقية وجمهور الفن العربي والدولي، فهو لا يكتفي بعرض الأعمال، بل يسهم في التوثيق والتدريب والتوعية الفنية، عبر معارض وورش عمل وبرامج تثقيفية تهدف إلى إعداد جيل جديد من الفنانات القادرات على المنافسة عالميًا بثقة وإبداع.
كما أشادت بأهمية التعاون بين الفنانات العراقيات والمؤسسات الفنية المحلية والدولية، معتبرة أن هذا التواصل يفتح آفاقًا جديدة للمشاركة في المحافل العالمية، ويعكس صورة العراق الثقافية كمنارة للإبداع الإنساني.
وشهد المعرض مشاركة خمسة وأربعين فنانًا وفنانة من العراق والأردن قدموا ثمانيةً وخمسين عملًا فنيًا تنوعت بين المدارس والانتماءات الفنية، وجُمعت من أكثر من خمس دول عربية، ما أضفى على الحدث روحًا من التنوّع والإبداع العربي المشترك.
وفي ختام الحفل، استمتع الحضور بعزف موسيقي مميز قدمته الفنانة العراقية اليافعة مريم الأحمد على آلة الكمان، حيث أضفت أنغامها لمسة جمالية ختامية على ليلة احتفائية بالفن والجمال.