برنامج "هذا الصباح" يحتفي بروح أكتوبر عبر تقرير خاص عن الأغنية الوطنية ودورها في صناعة الوجدان المصري

كتب: مصطفى صلاح
في ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، أذاع برنامج "هذا الصباح" على قناة النيل للأخبار تقريرًا مميزًا أعدته سمر صلاح وعلّقت عليه شيرين الشافعي، استعرض فيه الدور الخالد الذي لعبته الأغنية الوطنية في توثيق روح النصر، وبناء الوجدان، وتعزيز الانتماء الوطني لدى المصريين والعرب.
فبعد نصر أكتوبر عام 1973، انطلقت موجة من الأغاني التي لم تكن مجرد أعمال فنية، بل كانت نبض أمة وصوت معركة. أغنيات صيغت بالدمع والفرح، وامتزج فيها لحن الانتصار بصوت الوطن الذي لا يموت.
كان للعبقري بليغ حمدي النصيب الأكبر في رسم ملامح تلك المرحلة الذهبية من الغناء الوطني، حيث قدّم لحنًا خالداً لأغنية «بسم الله.. عاش اللي قال» بصوت عبد الحليم حافظ، والتي أصبحت من أقصر وأشهر الأغاني الوطنية وأكثرها تأثيرًا في وجدان الشعب المصري، إلى جانب تحفته «خلي السلاح صاحي» التي رافقت لحظات الاستعداد للمعركة.
كما رسخت أغاني المجموعات قيم الوحدة والصمود، وعلى رأسها الأغنية الشهيرة «رايحين شايلين في إيدنا سلاح»، التي أصبحت رمزًا للعزيمة والإصرار الوطني، يتردد صداها في ذاكرة المصريين حتى اليوم.
أما الفنانة وردة الجزائرية، فقد وضعت بصمتها الذهبية بأغنية «حلوة بلادي السمراء»، التي عبّرت عن عمق الانتماء وجمال الأرض المصرية، لتبقى من العلامات الخالدة في سجل الأغنية الوطنية.
ولم تغب الدمعة الصادقة عن تلك المرحلة، إذ جسدت الفنانة شريفة فاضل مشاعر الفقد والفخر في أغنيتها الشهيرة «أم البطل»، بعد استشهاد نجلها في الحرب، لتصبح الأغنية رمزًا لتضحية الأم المصرية ووجدان الوطن الصابر.
لقد أثبتت هذه الأعمال أن الأغنية الوطنية ليست مجرد صوت جميل، بل هي سلاح نفسي ومعنوي، يوازي في أثره صوت المدفع، ويُبقي روح النصر مشتعلة في ذاكرة الأجيال.
وحتى اليوم، تبقى تلك الأغاني تُذاع في كل ذكرى لانتصار أكتوبر، لتُعيد إلى القلوب مشاعر الفخر والعزة، وتؤكد أن الفن هو الذاكرة الحية للأمة، وصوت الوطن الذي لا يشيخ.