شاهد بالفيديو.. الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة

في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، يعود اسم الزعيم الراحل محمد أنور السادات ليتصدر المشهد الوطني، رمزًا للبطولة والعزيمة والدهاء السياسي. فقد تناول برنامج «هذا الصباح» عبر شاشة قناة النيل للأخبار تقريرًا توثيقيًا خاصًا عن حياة ثالث رؤساء جمهورية مصر العربية، أعدته وأخرجته سمر صلاح، بصوت المذيعة شيرين الشافعي، مستعرضًا مسيرة رجل قاد أمة من الهزيمة إلى النصر، ومن الحرب إلى السلام.
وُلد السادات عام 1918 بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم ثانٍ. عاش حياة صعبة مليئة بالتحديات، حيث دخل السجن بتهمة المشاركة في اغتيال أمين عثمان، قبل أن يُبرّأ عام 1948. عاد بعدها إلى الجيش، وكان أحد أبرز أعضاء حركة الضباط الأحرار التي فجّرت ثورة 23 يوليو 1952، ليصعد في المناصب حتى تولّى رئاسة الجمهورية عام 1970 خلفًا للرئيس جمال عبد الناصر.
وفي السادس من أكتوبر 1973، سجّل السادات أعظم لحظات المجد في تاريخ مصر الحديث بقراره الجريء بعبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف، في ملحمة أعادت للأمة كرامتها وثقتها بنفسها، وأثبتت أن الهزيمة ليست قدرًا والنصر لا يُمنح بل يُنتزع بالإيمان والإرادة.
لكن عبقرية السادات لم تتوقف عند حدود الحرب، بل امتدت إلى رؤية شجاعة للسلام. ففي عام 1977 فاجأ العالم بزيارته التاريخية إلى القدس وإلقاء خطابه في الكنيست الإسرائيلي، فاتحًا بابًا جديدًا من الدبلوماسية الواقعية، تُوّج باتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ثم معاهدة السلام عام 1979، التي أعادت لمصر أرضها كاملة وأثبتت للعالم أن السلام لا يصنعه الضعفاء.
نال السادات جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجرأته وإيمانه بأن النصر الحقيقي هو بناء المستقبل لا البقاء في ظلال الماضي. أصدر قرارات حاسمة مثل ثورة التصحيح عام 1971، ووضع دستورًا جديدًا للبلاد، وأعاد فتح قناة السويس للملاحة، وأسس لمرحلة الانفتاح الاقتصادي التي مهدت لعصر جديد من التنمية.
كتب السادات سيرته في مؤلفات خالدة، منها «البحث عن الذات» و«قصة الثورة كاملة»، مسجلاً فيها رؤيته العميقة لما خاضه من صراعات ومعارك. وفي السادس من أكتوبر 1981، وبينما كان يحتفل بذكرى النصر، نال شرف الشهادة على يد الإرهاب، بعد أن رفض ارتداء سترة واقية، مؤكدًا أن القائد الحقيقي لا يحتمي إلا بحب شعبه وثقته بقدره.
وفي كل ذكرى أكتوبر، يبقى السادات حاضرًا، لا كذكرى فقط، بل كقيمة، وكعنوان لعصر آمن بأن السلام لا ينفصل عن البطولة، وأن الوطن يستحق كل تضحية.