دراسة علمية تكشف أسرار الطبيعة لصحة أفضل وطول عمر ومقاومة الشيخوخة

كتبت: أمنية شكري
Communications عن أسرار مذهلة في الطبيعة تسهم في الحفاظ على الصحة وطول العمر، وتوفر أدلة علمية حول كيفية مقاومة الشيخوخة والوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدُّم في السن مثل السرطان، السكري، والأمراض العصبية التنكسية.
الشيخوخة الصحية: الحاجة لفهم بيولوجيا طول العمر
خلال العقود الماضية، ارتفع متوسط عمر الإنسان بشكل واضح، لكن هذا الارتفاع ترافق مع زيادة عدد كبار السن، وارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر. لذلك، تؤكد الدراسة على ضرورة فهم الآليات البيولوجية التي تدعم الشيخوخة الصحية، لضمان حياة أطول وأكثر صحة وجودة.
التنوع الطبيعي في طول أعمار الثدييات
أظهرت الدراسة أن الثدييات تختلف بشكل كبير في أعمارها، فبينما تعيش بعض القوارض لعام أو عامين فقط، فإن الحيتان والبشر قد يعيشون أكثر من 100 عام، ما يعكس اختلافًا يصل إلى 100 مرة. هذا التنوع يطرح سؤالًا مهمًا: ما الذي يجعل بعض الكائنات الحية تعيش طويلاً وتظل بصحة جيدة؟
أداة "فرعون": ثورة في دراسة البروتينات المرتبطة بطول العمر
قاد الدراسة البروفيسور حاييم كوهين من جامعة بار إيلان بالتعاون مع الدكتور ساغي سنير من جامعة حيفا. وطورت الباحثة ساريت فلدمن-ترابلسي أداة حسابية مبتكرة تُدعى "فرعون"، تهدف إلى تحليل تسلسلات البروتين في أكثر من 107 نوعًا من الثدييات ذات أعمار مختلفة. وتركز هذه الأداة على التعديلات البروتينية بعد الترجمة (PTMs)، مثل الأسيتلة، والتي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العمليات الخلوية وتعزيز مقاومة الجسم للأمراض المرتبطة بالتقدُّم في العمر.
اكتشافات بارزة في مقاومة الشيخوخة والسرطان
أظهرت المقارنات أن الأنواع طويلة العمر تمتلك نمطًا مميزًا من التعديلات البروتينية التي تعزز من قدرتها على مكافحة الشيخوخة، وتقلل من فرص الإصابة بالأمراض. كما أثبتت التجارب أن هذه التعديلات لها أهمية بيولوجية كبيرة في الوقاية من الأمراض وتحقيق الصحة طويلة الأمد. وأشار البروفيسور كوهين إلى أن "التعرف على هذه التعديلات يوفر فرصة لتطوير استراتيجيات علاجية تحاكي الآليات الطبيعية التي تستخدمها الكائنات طويلة العمر في مقاومة التقدم في السن."
كيف تتجنب الكائنات الضخمة مثل الحيتان الإصابة بالسرطان؟
رغم امتلاك الحيتان أعدادًا هائلة من الخلايا مقارنة بالحيوانات الصغيرة، إلا أن معدلات إصابتها بالسرطان منخفضة للغاية. وتُظهر الدراسة أن بعض التعديلات البروتينية المكتشفة في الحيتان قد تكون مسؤولة عن مقاومة السرطان، مما يُلقي الضوء على استراتيجيات جزيئية جديدة يمكن أن تُستخدم طبيًا لمكافحة هذا المرض.
آفاق مستقبلية لعلاج الشيخوخة والأمراض المزمنة
تفتح هذه النتائج آفاقًا واسعة للبحوث الطبية في مجال الشيخوخة الصحية، حيث يمكن استخدام البروتينات والتعديلات المكتشفة كأهداف علاجية جديدة. ويأمل الباحثون في الاستفادة من استراتيجيات الطبيعة لاكتشاف طرق مبتكرة لتأخير الشيخوخة والحد من انتشار أمراض العصر مثل السرطان، الزهايمر، والسكري.