د.حازم الشاذلي يكتب: خايف أقول اللي في قلبي
أغنية رائعة غناها محمد عبد الوهاب أعظم موسيقى مصرى وعربى فى القرن العشرين من كلمات أحمد عبد المجيد عام ١٩٢٩وغنتها من بعده فيروز العظيمة بصوتها الملائكى السماوى والأغنية تتحدث عن عاشق يخشى أن يبوح بحبه لحبيبته حتى لا تتكبر عليه .
ولكن هذا ليس موضوع المقال فالحق أنى أخاف أن أقول ما فى قلبى فى مواضيع كثيرة ولكن اليوم أخائف أن أقول أنى متوجس خيفة من الانتشار الواسع لتكنولوجيا التواصل الاجتماعى وأخص بالذكر الذكاء الاصطناعى والذى أراه سلاحاً ذو حدين شديد الأهمية للحياة المعاصرة ولكنه أيضاً شديد الخطورة وأراه بعبعا يقض مضاجع القلقين والمتشائمين وهم كثر ٠
تستيقظ فى الصباح لتجد صديقاً لك تعرفه جيداً وتعرف أصله وفصله وإمكانياته وتوجهاته تفتح الموبايل لتجد صورته مثلاً مع الفنانة يسرا قريباً منها وكأنه على علاقة وثيقة بها بل ومن الجائز أيضاً أن ترى صورته مع جينيفر لوبيز وبنفس الطريقة الصورة تقريباً لا مجال للشك فيها متقنة ومصنوعة بالذكاء الاصطناعى ولولا أنك تعرف صديقك جيداً لظننت أنه بالفغل صديقاً للفنانتين تخيل كيف من الممكن أن صورة مثل تلك يمكن أن تخرب بيوتاً وتدمر علاقات ؟
فى الشهر الماضى زور أحدهم بوست يؤكد بشكل قاطع أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أغتيل ومن الغريب أن عشرات من المغفلين قد صدقوا الخبر وأدلوا بتعليقات تنم على الفرح الشديد بالإغتيال وشمت الكثيرون أيضاً فى أمريكا نفسها ولم يكلف أى واحد منهم نفسه أن يفتح التليفزيون على البي بي سي أو ال سي ان ان أو القاهرة الإخبارية ليتأكد أن الخبر كاذب ٠
وتكرر هذا بشكل مقزز فى مسالة الحرب الأهلية السودانية والتأكيد على أن قوات دولة بعيتها مشتركة مع أو ضد قوات الدعم السريع ٠
ناهيك عن شائعات وفاة الفنانين والمشاهير والتى أراها سقطة أخلاقية من أصحاب بعض المواقع والصفحات ٠
تخيل معى موقف رجل رجل ودع مرحلة الشباب ودخل فى مرحلة المراهقة المتأخرة يدخل فى علاقة فيسبوكية مع إمراة استخدمت كل وسائل الذكاء الاصطناعى لتجميل صورتها الشكلية وكينونتها المعنوية والتعليمية ثم يتقابلا ليجد نفسه أمام نسناسة نصف متعلمة تخيل ٠
ثم نجىء لنقطة أخرى وهى استخدام الذكاء الاصطناعى فى الإبداع وأتسائل هل سيتمكنون من تأليف قطعة موسيقية أو كتابة رواية أو قصيدة شعرية باستخدام هذا الذكاء فنجد أمامنا كما هائلاً من الأعمال الرقمية ويختفى الإبداع البشرى ونجد أنفسنا فى غابة اصطناعية وكأنما فرشنا حدائقنا بنجيل صناعى بدلاً من النجيل الطبيعى الندى الرطب الجميل ؟
ولكن لماذا أنا وغيرى خائفون من التصريح أو بالأصح نقولها على استحياء أننا غير مرتاحين للأمر؟ لسبب بسيط أن آلالاف من المتحمسين سيملأون الدنيا صياحاً وهجوماً علينا فكيف نقف أمام التطور العلمى الحتمى يا أخواننا الأمر ليس كذلك المسألة تحتاج لظوابط ولن تحلها ضوابط مارك زوكبرج أو غيره فقد ثبت فشلها المسألة محتاجة لشىء من الضمير .. الضمير يا إخواننا ٠