د.حازم الشاذلي يكتب: أنا وأنت ونيرون الجديد

May 21, 2025 - 09:05
د.حازم الشاذلي يكتب: أنا وأنت ونيرون الجديد

مما لاشك فيه أن العالم كله يمر بوقت عصيب بصرف النظر عن الحروب الغبية المشتعلة فى كل مكان الهند وباكستان روسيا وأوكرانيا اسرائيل وفلسطين والتوترات الموجودة بين الصين وتايوان وأذربيجان وأرمينيا والتى هى بمثابة قنابل موقوتة ناهيك عن الحروب الأهلية والنزاعات القبلية بصرف النظر عن هذا كله فإن جنون ساكن البيت الأبيض والذى يذكرنى بالأمبراطور الرومانى نيرون الذى أحرق روما وراح يغنى على أطلالها كما تقول بعض تلميحات التاريخ هذا المجنون يضع العالم على شفا حفرة من الإنهيار والركود الاقتصادى قد يؤدى إلى كارثة عالمية .

وللأسف فإن بلدنا على وجه الخصوص سيئة الحظ الى حد كبير فما أن نبدأ فى شم نفسها حتى تاتى أزمة تطيح بأمالها وطموحها من أزمة كورونا الى حرب روسيا الى حرب غزة الى ضربات الحوثيين وفى هذا المقال لن أتكلم عن جهود الدولة لحل الأزمة أو ما يجب عليها أن تقوم به فهذا أمر له متخصصوه ولكن ماذا نفعل نحن كأفراد لنتحصن من أثار

 الأزمة الحالية أو أى أزمات مستقبلية ؟ أظن أن الأمر يحتاج الى ثورة تقتلع بعض الأفكار البالية والتى لا تؤدى الا الى مزيد من التدهور لابد أن ننتهج طرقاً جديدة أو نستعيد طرقاً كانت موجودة لدينا ثم تخلينا عنها لسبب أو لآخر حتى نخفف من الأزمة أو حتى نجعل حياتنا أسهل وأكثر قدرة على مواجهة التحديات. 

قارئى العزيز نحن دولة فقيرة مائياً ونواجه مشاكل مع دولة افريقية عنيدة ومشاغبة ومشاكسة ومتعنتة تريد حرماننا من شريان حياتنا وسيادتك تفتح صدرك وتغسل سيارتك بخرطوم المياه وتستهلك مئات الأمتار المكعبة من أجل ذلك ليه ؟ وعشان غيه ؟ ألا يكفى جردل ماء نظيف واحد ؟ بعضنا يحلق ذقنه وصنبور المياه مفتوح طوال وقت الحلاقة فى أوروبا والدول المتقدمة يغلق الصنبور آلياً بعد كل زخة مياه ويستخدمون المياه المستعملة فى ملا السيفونات.

سيادتك تستخسر تركيب جلدة حنفية تخرخر باستمرار هل تعلم كم يضيف هذا الى فاتورة مياهك والى أعباء الدولة؟

عزيزى بدلاً من جروبات صباح الخير وصباح النور والجمعه المباركة والتى تثقل موبايلك وتستهلك ذاكرته اشترك فى جروبات للمساعدة والتكافل مثلاً جروب يقوم بتنظيم اشتراك أكثر من فرد فى سيارة واحدة تذهب لنفس مكان العمل أو المدرسة أو النادى اشترك فى جروبات تتولى توزيع فائض الدواء لمن يحتاجه أو تبرع به للمساجد والكنائس بدلاً من تكديسه حتى تنتهى فترة صلاحيته. 

تراثنا من الأمثال الشعبية يقول أن اللى مالوش قديم مالوش جديد نعم فليس كل ما هو قديم لديك تهمله ليقضى عليه الزمن ملابسك القديمة السليمة قد تعود موضتها من جديد أعد ترتيبها فى دولابك أو تبرع بها اذا كنت مستغنياً ولكن لا تتركها لتأكلها العثة قم بصيانة وتحديث حاسبك الآلى القديم فالحواسب الجديدة سعرها فى السماء ونفس الكلام ينطبق على الموبايلات اشترى الموبايل الذى يناسب احتياجاتك واستعمالك وليس الموبايل الباهظ الثمن لتغيظ به زميلك أو مديرك فى العمل ! كتابك القديم يمكنك أن تهديه لصديق لم يقراه علم أولادك الذين يتعلمون فى مدارس أجنبية أن يبيعوا كتبهم الباهظة الثمن للطلاب الأصغر أتذكر وأنا فى السنة الثانية ثانوى أنى قد بعت كتبى الفرنسية الثمينة للطلاب الجدد واشتريت بثمنها كتاب عودة الوعى لتوفيق الحكيم!

لماذا لا نعيد إحياء بعض عاداتنا الجميلة القديمة ؟ تدميس الفول تخليل الخيار التريكو الكروشيه ٠٠الكانفاه ٠٠لا أتذكر أن والدى رحمة الله عليه كان يستدعى الكهربائى أو السباك إلا بعد أن يحاول عدة مرات إصلاح الخلل وقد ورثت عنه هذا التقليد تعلم بعض الحرف اليدوية البسيطة يغنيك عن صنايعى يبالغ فى أجرته ويوفر مالك.

تعلم كى ملابسك بنفسك اشتري مكواة كهربائية بسيطة ووفر عشرة جنيهات ثمن كى تى شرت واحد .

فى الأمم الأغنى منا يقومون بطلاء جدران منازلهم بأنفسهم لأن العمالة المدربة مكلفة جداً ٠

استخدم علبة شوكولاتة فارغة أو لبن نيدو كحصالة وضعها فى مكان واضح وعلم نفسك وزوجتك والأولاد أن يضعوا الفكة من العملات المعدنية أو الصغيرة ومع الوقت سيتكون مبلغ معقول تستفيد منه وحتى لا يقول لك بائع سمج ماعنديش فكة وتذكر أن الجنيه المعدنى يشترى خمسة أرغفة من الخبز المدعم وأن القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود المنيل بستين نيلة!

وهناك مقولة أظنها للملياردير وارن بافيت تقول أن الأموال الكبيرة تحافظ على نفسها أما الأموال الصغيرة فهى التى تتسرب احتفظ لنفسك بكراسة صغيرة تدون فيها عدد الكيلومترات التى استهلكتها بعد أن تمون بنزين وبذلك تتعرف على أوجه التسرب ونمط استهلاكك واحتفظ بدفتر آخر فى المنزل تدون فيه كل صغيرة وكبيرة أنفقتها اظبط تكييفك اذا كنت تمتلك واحداً على درجة ٢٤ وهذا يكفى فى اليابان الغنية يظبطونه على٢٥ 

قم بصيانة دورية لادواتك الكهربائية وحافظ عليها خاصة الثلاجات التى وصل سعر بعضها لخمسين الف جنيه!

 قم بصيانة سيارتك واهتم بملاحقة أى عطل بها ثمن السيارة العادية وصل لمليون جنيه٠

 المشى رياضة جميلة وصحية امشي إلى عملك أو ناديك إذا كان قريباً لا داعى للفشخرة وأن تصل إلى عتبة المكان الذى تقصده علم أولادك قيادة الدراجات فهى رياضة جميلة ويمكنهم أن يستعملوا الدراجة كوسيلة اقتصادية للتنقل إذا سمحت الظروف.  

وأخيراً اهتم بصحتك وقم بصيانة جسدك٠ فقريباً سينقرض الأطباء فى مصر نظراً لسياسة تطفيشهم التى تتبعها الحكومة ومن سيتبقى منهم سيذبجك فى أتعابه!