د. أمنية المنياوي تكتب: مساحات وعي لحماية حقوق النساء

قال لي أحدهم قبل إنهاء حديثه معي: "إنها معركة وعي."

في مجتمعنا، هناك ظاهرة لم يلتفت لها الكثيرون، وهي تلاعب بعض الشباب بالفتيات نتيجة غلاء تكاليف الزواج. أصبح الهدف الأساسي لبعض الشباب الآن ليس بناء أسرة أو حياة كريمة، بل الوصول إلى علاقات جنسية فقط. تجد الشاب بلا إمكانيات مادية كافية للعيش، لكنه يبحث عن فتاة تُلبي احتياجاته دون النظر إلى حقوقها أو كرامتها.

هذه الظاهرة تطرح تساؤلات عميقة حول الازدواجية الفكرية التي ضربت مجتمعنا.

الأسباب النفسية والتلاعب العقلي:

لاحظت في أحد أصدقائي أنه عندما يسمع ما لا يعجبه، يضع يديه على أذنيه وكأنه يشوّش على ضميره. هذه المحاولة هي لإخماد صوت الحق بداخله.

من هنا نستشف أن انتشار مثل هذه السلوكيات مرتبط بأزمات نفسية وضياع القيم، خاصة مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

إشارات يجب الانتباه إليها:

1. الحياد والمصداقية:

أي شخص يقطع علاقته بأهله لأسباب غامضة أو يعتمد على علاقات غريبة معهم هو شخص يحتاج إلى مراجعة؛ لأنه فقد الأمان الشخصي.

كذلك، من يشارك أسراره بسهولة مع الغرباء قد يكون إما متعودًا على الأذى النفسي أو يستخدم هذه المعلومات كوسيلة للإيقاع بالآخرين.

2. التلاعب بالمعلومات:

لا تصدّق أي معلومة يقدمها شخص دون التحقق من مصادرها. التلاعب بالكلام أداة يستخدمها البعض لإخفاء الأكاذيب.

3. البكاء العاطفي:

البكاء هو رد فعل طبيعي في المواقف الصعبة، لكن من يبكي بلا سبب واضح قد يكون هشًا أو يستخدم العاطفة كسلاح للتأثير عليك.

أما من يستغل بكاءه على وسائل التواصل لتحقيق الشهرة، فهذا شخص يسعى وراء غايات غير أخلاقية، غالبًا لاستغلال الفتيات.

4. التسليع البشري:

لا تُخدعي بفكرة "الحرية الشخصية" عندما تكون مرتبطة باستعراض الجسد. حتى في المجتمعات الغربية، هذا غير مقبول بين الأشخاص الأسوياء.

5. اختراق الخصوصية:

أي شخص يحاول فرض سيطرته عليك أو يتجاوز حدودك دون إذنك هو متعدٍ على حقوقك.

من يطلب صورًا أو مكالمات فيديو بدون مبرر، غالبًا هدفه الابتزاز لاحقًا، حتى لو كان قريبًا منك.

6. العلاقات الشخصية:

التعامل مع الذكور خارج نطاق العمل أو الدراسة يجب أن يكون ضمن حدود واضحة. لا وجود لما يُسمى "الصداقة بدون سبب" إلا إذا كان الهدف استغلالك.

7. الصورة الاجتماعية:

كثير من الرجال يحيطون أنفسهم بالفتيات لإظهار أنهم مرغوبون، لكن الحقيقة غالبًا هي استخدام هذا "الإطار" لجذب مزيد من الفتيات.

نصائح للوعي والحماية:

التلاعب العقلي (Gaslighting):

هو محاولة الطرف الآخر إقناعك بأن مشاعرك وآراءك غير صحيحة، لإلقاء اللوم عليك وإعفاء نفسه من المسؤولية. مثال على ذلك: محاولة شخص إقناعك بتغيير سلوكياتك أو تجاوز قناعاتك، مثلما حدث مع الطبيب الذي استغل مهنته للإيقاع بالفتيات.

الحدود الشخصية:

لا تسمحي لأي شخص، مهما كان قريبًا، أن يتجاوز حدودك أو يُرغمك على تصرفات تتعارض مع مبادئك.

الذكور السامون:

الرجل الحقيقي لا يُظهر أي فتاة بشكل غير لائق ولا يضغط عليها لفعل ما لا تريد.

لا يُقلل من دينك أو قناعاتك، مهما كانت مختلفة عنه.

رسائل ختامية:

علينا نشر الوعي بين الفتيات، خاصة حول مخاطر التلاعب النفسي والاستغلال.

لا تسمحي لأحد أن يشكك في قيمتك أو يُضعف ثقتك بنفسك.

احرصي على وضع حدود واضحة في علاقاتك، واحمي نفسك من الاستغلال بأي شكل.

حفظ الله فتياتنا جميعًا من كل سوء وألهمهن الحكمة في التعامل مع المواقف المختلفة.