تصريحات حاسمة من حزب الله نواجه التصعيد بدعم مطلق لطهران

كتبت: شروق حمدي مصطفى 

في خضم حالة الغليان الإقليمي التي تعصف بالشرق الأوسط، خرج حزب الله اللبناني بموقف علني يُعدّ من أكثر تصريحاته وضوحًا في الفترة الأخيرة، مؤكدًا اصطفافه الكامل إلى جانب إيران وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في بيان صدر مساء الخميس، أن الحزب "ليس محايدًا" في ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة، مشددًا على أن دعمهم لطهران "ثابت ومبدئي" في وجه ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الأميركي".

وقال قاسم: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري. نحن جزء من معركة كبرى عنوانها السيادة والمقاومة، وسنُعبّر عن موقفنا بالطريقة التي نراها مناسبة لحماية الحق ودفع الظلم".

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الداخل اللبناني حالة من الترقب الحذر، إذ يخشى كثير من اللبنانيين أن يؤدي تصاعد النزاع بين طهران وتل أبيب إلى إدخال لبنان في دائرة الصراع المباشر، خاصة مع التوترات التي شهدها الجنوب في الأسابيع الماضية.

ورغم لهجة البيان القوية، قرأ محللون سياسيون الرسالة باعتبارها "تصعيدًا محسوبًا"، يهدف إلى تأكيد التحالف دون الانخراط الفعلي في مواجهات مفتوحة. وعلّق المحلل السياسي بشارة خيرالله بالقول: "البيان يعبّر عن موقف سياسي واضح دون الالتزام بخطوة ميدانية. حزب الله يدرك تعقيدات الداخل اللبناني، وهناك ضغوط داخلية وخارجية تمنعه من الانجرار إلى مواجهة شاملة".

في المقابل، تتزايد الدعوات داخل لبنان للتهدئة وضبط النفس، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تجعل من أي تصعيد عسكري ضربة قاصمة لاستقرار هشّ.

وسط هذا المشهد المعقّد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكتفي حزب الله بالتلويح بالدعم لطهران، أم أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي يتخطى حدود التصريحات