المولد النبوي الشريف.. تراث اجتماعي وروحي عراقي ضمن القائمة الوطنية للتراث الثقافي غير المادي

Sep 4, 2025 - 18:32
المولد النبوي الشريف.. تراث اجتماعي وروحي عراقي ضمن القائمة الوطنية للتراث الثقافي غير المادي

أدرجت وزارة الثقافة العراقية احتفالات المولد النبوي الشريف ضمن القائمة الوطنية للتراث الثقافي غير المادي منذ عام 2014، باعتبارها ممارسة اجتماعية وشعبية متجذرة في المجتمع العراقي، تعكس الهوية الدينية والثقافية وتُجسد قيم التآزر والتكافل بين أبناء الشعب. وتم تحديث هذا الإدراج أعوام 2017 و2019 و2021 و2024، بما يتوافق مع استراتيجية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي.

وأكد مركز حماية وصون التراث الثقافي التابع لوزارة الثقافة أن المولد النبوي يمثل مناسبة وطنية رسمية في العراق، إذ تعلن الأمانة العامة لمجلس الوزراء عطلة عامة في جميع المؤسسات الحكومية احتفاءً بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وتشهد المدن العراقية أجواءً روحانية وشعبية مميزة، حيث تتزين الشوارع والأزقة بالأعلام والرايات والإضاءات، وتُوزع الحلوى على نفقة الأهالي، إلى جانب إقامة احتفالات مركزية في المراقد الدينية الكبرى مثل جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في بغداد، بمشاركة مختلف المذاهب والاثنيات في تعبير واضح عن الوحدة الوطنية.

وتتضمن الطقوس الشعبية الخاصة بهذه المناسبة إعداد أطعمة تقليدية مميزة مثل حلوى "الزردة" ذات اللون الأصفر المزينة بالمكسرات والقرفة، إلى جانب المدائح النبوية والابتهالات والإنشاد الصوفي باستخدام الدفوف، وقراءة المقامات العراقية التي ترتبط تاريخيًا بالمولد الشريف، حيث توارثتها عائلات عراقية جيلاً بعد جيل.

وترى وزارة الثقافة أن هذه الاحتفالية لم تعد مجرد طقس ديني، بل تحولت إلى مناسبة اجتماعية وثقافية كبرى تعزز أواصر المحبة والتكافل بين أبناء المجتمع، وتشكل منصة للعلم والمعرفة من خلال الندوات والمؤتمرات والبرامج الأكاديمية التي تُنظم على هامش المناسبة. كما تحرص المؤسسات الإعلامية على نقل مظاهر الاحتفال، فيما تتكفل القوات الأمنية بتأمين الفعاليات وحماية المراقد والشوارع، ليبقى المولد النبوي الشريف مناسبة جامعة تُعبر عن التعدد الثقافي والهوية الوطنية العراقية.

ويعمل الباحثون في مركز حماية وصون التراث الثقافي على توثيق هذه الممارسات بشكل دوري، تمهيدًا لرفع ملف متكامل إلى اليونسكو لإدراج المولد النبوي الشريف ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمية، تأكيدًا لمكانة العراق الحضارية والروحية في العالمين العربي والإسلامي.