الكاتب الصحفي خيري حسن يكتب: "يعيش الإنسان ألف مرة إذا عاش من أجل المجتمع والناس..ويموت ألف مرة إذا عاش من أجل نفسه"

يناير 2, 2025 - 17:44
يناير 2, 2025 - 17:46
الكاتب الصحفي خيري حسن يكتب: "يعيش الإنسان ألف مرة إذا عاش من أجل المجتمع والناس..ويموت ألف مرة إذا عاش من أجل نفسه"

فى عام 2008 ذهبت إلى لقاء الكاتب الراحل وحيد حامد، بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية،

استقبلني في فندق (جراند حياة) على نيل جاردن سيتي - بوسط القاهرة - جلست إليه وفي ذهني شخصية (بكري) الصعيدي في فيلم: (الإنسان يعيش مرة واحدة).. وجملته الشهيرة التي قال فيها:"الدنيا يا ولدي ليها وشين..  

لما تبقى بيضا؟ افتكر الأسود..

ولما تبقى سودة.. افتكر الأبيض"، وعندما تعرف، وتفهم، وتصدق، وتقتنع، أن الدنيا - مثل البشر - أو بعض البشر - (لها وشين).. وقتها فقط ستعرف كيف تعيش من أجل ( بكرة)! 

                        

بعد دقائق من الحديث الممتد فى السياسة، والثقافة، والحياة، والمسرح، والسينما - خاصة شخصية (بكري) التى لعب دورها الفنان القدير الراحل علي الشريف - الذي كان قادمًا من الجنوب هاربًا من ثأر قديم يطارده - لمحته سكت قليلًا وأنا أنظر إلى ماء النيل الذي يجري بالقرب منا ونراه من زجاج المبنى..ثم سألته: 

أستاذ وحيد.. 

متى يعيش الإنسان مرة واحدة؟... 

ومتى يعيش ألف مرة؟

نظر بعيدًا ناحية الماء المتدفق فى هدوء صامت، ثم قال وابتسامة رائقة على وجهه:

"يعيش الإنسان ألف مرة.. إذا عاش من أجل المجتمع والناس.. ويموت ألف مرة، إذا عاش من أجل نفسه".

قلت: وهل من أجل ذلك نحب شخصية (بكري) فى الفيلم"؟!

  رد بدهشة واضحة: ربما...!!

قالها وهو يضحك حتي كادت الأسماك السابحة بجوارنا هي الأخرى تضحك على صدى ضحكته، العالية، الصافية الصادقة، الجميلة!

وبعد رحيله - اليوم ذكراه - كلما مررت بجوار الفندق - وهي مرات قليلة - أشعر كأن المكان، والأسماك، والنيل والناس الطيبين فى انتظار ضحكة جديدة من ضحكات وحيد حامد..الذى عاش يكتب من أجل المجتمع ...والناس!!