نور التلباني تكتب: الرفق بالحيوان إنسانيتك الحقيقية تظهر هنا
لما بشوف قطة ضايعة أو كلب بردان في الشارع في عز الشتاء، أول حاجة بتيجي في بالي: "هو ليه الدنيا كده قاسية عليهم؟". لكن الحقيقة هي إن الرحمة مش في الدنيا، إنما الرحمة في قلوبنا إحنا.. الرفق بالحيوان مش مجرد تصرف بنعمله عشان نرتاح نفسياً، هو واجب علينا گبشرية مسؤولين عن كل نفس بتنطق بالحياة.
ليه نرفق بالحيوان؟
الحيوانات ما بتطلبش كتير. مش عاوزة فلوس ولا رفاهية. عاوزة أمان، حبة أكل نظيف، شوية مية، ومكان يحميها من البرد أو الحر. لما نديهم ده، بنساهم في تقليل معاناتهم، وده مش بس بيأثر عليهم، لكن كمان علينا إحنا. الدراسات أثبتت إن الناس اللي بترفق بالحيوانات بتكون أقل عرضة للضغط النفسي وأكتر سعادة، لأنهم ببساطة بيحسوا إنهم بيعملوا فرق حقيقي.
إزاي نبدأ؟
أكل بسيط مش هيكلفك حاجة: لو شفت كلب أو قطة في الشارع، طبق صغير فيه أكل أو حتى بواقي أكل هيعمل معجزة.
مية للحياة: حط شوية مية قدام بيتك في طبق فخار اووبلاستيك، الحيوانات بتعاني من العطش أكتر مما نتخيل.
ما تضرش: لو مش قادر تساعد، على الأقل ما تكونش سبب في أذاهم. ما تضربهمش و ما تحدفش عليهم طوب.
ادعم الجمعيات: مش لازم كل واحد فينا يبقى منقذ فردي. في بعض جمعيات إنقاذ الحيوانات بتعمل شغل محترم، ساعدهم بأي طريقة تناسبك.
الرحمة مش ضعف
في ناس بتشوف إن الرفق بالحيوان ضعف أو دلع زيادة عن اللزوم. الحقيقة عكس كده تماماً، الرحمة قوة، وأي إنسان عارف معنى الحياة مش هيستقوى على كائن ضعيف. الحيوانات مش بتعرف تشتكي، لكن أكيد بتعرف تحس.
كلمة أخيرة
ربنا خلق الحيوانات مش عشان تبقى عبء علينا، لكن عشان تبقى اختبار لإنسانيتنا. لما نرفق بيهم، بنثبت إننا فعلاً مستحقين لقب "انسان". افتكر دايماً إن الرحمة اللي بتديها للضعيف هتتردلك بشكل ما في حياتك، لأن الكوكب ده بيشتغل بقانون واحد: "كما تدين تُدان".