العلامات البيولوجية الوراثية الظاهرية المحتملة في مرحلة ما قبل تسمم الحمل
كتبت: أمنية شكري
كشف تحليل مسحة من خدود الحوامل عن علامات بيولوجية وراثية ظاهرية ما قبل تسمم الحمل، وهو مرض يمكن أن يهدد الحياة ويؤدي عادةً إلى الولادة المبكرة.
على الرغم من الحاجة إلى تجارب سريرية لتأكيد النتائج، فإن دراسة نُشرت في مجلة Environmental Epigenetics تقدم أملاً في تطوير اختبار بسيط للكشف عن تسمم الحمل في مراحله المبكرة. حالياً، تًحدد علامات تسمم الحمل غالباً من خلال الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم غير الطبيعي الذي يظهر فقط في منتصف الحمل. وفي بعض الأحيان، لا يتم اكتشاف هذه الحالة قبل أن تتحول إلى حالة طارئة.
قال المؤلف المراسل -عالم الأحياء في جامعة ولاية واشنطن مايكل سكينر-: "إذا كان لدينا علامات بيولوجية للتحسس من تسمم الحمل، فسيكون هناك بعض التدابير الإدارية السريرية التي يمكن اتخاذها في المراحل المبكرة من الحمل ومنتصف الحمل لتأخير الولادة المبكرة"
في هذه الدراسة، جمع الدكتور بول وينشستر -رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى سانت فرانسيس في إنديانابوليس- خلايا الخد من 49 أماً بعد الولادة، من بينهن كانت هناك 13 امرأة مصابة بالتسمم الحمل وولدن مبكراً. أما باقي الأمهات فلم يكن لديهن تسمم حمل، لكن 23 منهن ولدن مبكراً، بينما ولدت 13 أخريات في الموعد المحدد.
حلل فريق سكينر التعديلات الوراثية الظاهرة لهذه الخلايا، حيث أن علم الوراثة اللظاهري هو العوامل الجزيئية والعمليات المستقلة عن تسلسل الحمض النووي، ولكنها تحدد سلوك الجينات.
وجد الباحثون أن الأمهات المصابات بتسمم الحمل كانت لديهن 389 تعديلًا وراثيا ظاهرا في مناطق مثيلة الحمض النووي. ولم يتم العثور على هذه التعديلات في الأمهات غير المصابات. علاوة على ذلك، كانت هناك تطابقات بنسبة 15% فقط بين هذه التعديلات والجينات االوراثية الطاهرية الأخرى للأمهات اللاتي عانين من ولادة مبكرة ولكن لم تلدن مبكرا، مما يشير إلى أن هذه التعديلات مرتبطة بشكل خاص بتسمم الحمل.
يواجه الأطفال المولودون مبكرًا (الذين يُعرفون بأنهم ولدوا قبل 37 أسبوعًا من الحمل) عادةً مشكلات صحية طويلة الأمد تستمر حتى مرحلة البلوغ، بما في ذلك الإعاقات الذهنية والتطورات غير الطبيعية. ويُقدر أن تسمم الحمل يؤدي فقط إلى حوالي 8% - 10% من حالات الولادة المبكرة، لكن عادةً ما تواجه بعض هذه الولادات المبكرة المكتملة مشكلات صحية أكثر خطورة.
في وقت سابق، اكتشف فريق سكينر علامات بيولوجية محتملة لخطورة الولادة المبكرة. والآن، يأمل الباحثون في إجراء تجربة سريرية لتأكيد نتائج هذه الدراسة ودراسات أخرى، وفي النهاية تطوير اختبار لمسحة الخد للكشف المبكر عن هذه المخاطر وبالتالي العلاج الوقائي.
قال سكينر: "تمثل الولادة المبكرة أكثر من 10% من جميع حالات الحمل، مسببة بشكل كبير المشكلات الصحية طويلة الأمد لكل طفل مولود مبكرًا. فهذه ليست مشكلة فردية فقط، بل قد تكون مشكلة صحية شاملة، وهذه الخطوات المبدئية سيكون لها تأثير كبير في تقليل عبء الأمراض على سكاننا"
المصدر: مجلة Environmental Epigenetics
https://www.ebiotrade.com/newsf/2024-12/20241205204139574.htm