الرئيس عبد الفتاح السيسي يحذر.. الإعلام والفن سلاح ذو حدين

كتب: مصطفى صلاح

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية مراجعة صناعة الفن في مصر، مشيرًا إلى أن المشهد الفني شهد تحولًا جذريًا خلال العقود الأخيرة، حيث انتقلت الدراما من كونها صناعة هادفة إلى مجال تحكمه قواعد التجارة والربح.

وخلال لقائه بالمرأة المصرية والأمهات المثاليات، أوضح الرئيس أن الدولة كانت في الماضي شريكًا رئيسيًا في إنتاج الأعمال الفنية، وكان هناك تخطيط دقيق من قبل خبراء في الإعلام وعلم النفس والاجتماع لضمان أن يكون للفن دور إيجابي في تشكيل الوعي المجتمعي. إلا أن التغيرات التي طرأت على مدار الأربعين عامًا الماضية أدت إلى تراجع قدرة التلفزيون الحكومي على القيام بهذا الدور، ما أفسح المجال لهيمنة المصالح التجارية على المشهد الفني.

وأشار الرئيس إلى أنه بالرغم من إمكانية تحقيق أرباح كبيرة في المجال الفني، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب جودة المحتوى وتأثيره على الذوق العام، معبرًا عن مخاوفه من التغيرات التي طرأت على القيم الفنية والاجتماعية نتيجة لهذا التحول.

كما شدد على الترابط بين مختلف المؤسسات المؤثرة في تشكيل المجتمع، بما في ذلك الإعلام، ودور العبادة، والمدارس، والجامعات، مؤكدًا أن أي خلل في هذه المنظومة سينعكس على المجتمع بأسره، سواء كان ذلك من خلال التشدد الديني أو التطرف الإعلامي والفني.

وفي حديثه عن تأثير الدراما على المجتمع، أوضح الرئيس أن الاستثمارات في هذا القطاع قد تصل إلى 30 مليار جنيه، لكن تأثيرها يتجاوز بكثير هذه الأرقام، حيث يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على السلوكيات والقيم العامة، مما يستدعي ضرورة تحقيق توازن يضمن جودة الإنتاج مع الحفاظ على المصلحة المجتمعية.

وأكد الرئيس أن الهدف ليس فرض القيود على الإبداع، ولكن وضع آليات تضمن إعادة الفن إلى مساره الصحيح كأداة لصياغة الوعي وتعزيز القيم الإيجابية.

شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرات التخطيط والبيئة والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي، إضافة إلى المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة.

وتضمن اللقاء عرضًا لمبادرات دعم المرأة المصرية، حيث استعرضت المستشارة أمل عمار جهود المجلس القومي للمرأة في مجالات التمكين الاجتماعي والمناصب القيادية، فيما قدمت الدكتورة مايا مرسي والدكتورة رانيا المشاط رؤية الحكومة لتعزيز حقوق المرأة من خلال برامج الحماية الاجتماعية مثل «تكافل وكرامة»، ودعم المرأة المعيلة، وتمكينها اقتصاديًا وفقًا لخطة التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030».

كما شهد اللقاء عرض فيلم تسجيلي يوثق جهود الدولة في دعم المرأة، واختتم بجلسة حوارية تفاعلية بين الرئيس وعدد من المشاركات، حيث تناولت النقاشات قضايا مثل الأمومة، والطفولة، ومرض الزهايمر، إضافة إلى دور الإعلام والفن في تشكيل الهوية الثقافية المصرية وتعزيز الذوق العام.