إبراهيم نافع..مطور الأهرام..ورائد الصحافة العربية
كتبت: نور التلباني
تعد جريدة "الأهرام" من أعرق وأهم الصحف في العالم العربي، وقد أسهمت بشكل كبير في تشكيل وعي الأجيال وتوجيه الرأي العام على مدار عقود.
ومن بين الشخصيات التي كان لها تأثير بارز في تاريخ "الأهرام"، يبرز اسم إبراهيم نافع، الذي ترأس مجلس إدارة و تحرير الجريدة خلال فترة حافلة بالتحولات السياسية والإعلامية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على أهمية "الأهرام" في فترة رئاسته، وما قدمه هذا الرجل من أفكار وخطط ساهمت في تعزيز مكانة الصحيفة.
1. تطوير العمل الصحفي في "الأهرام": عندما تولى إبراهيم نافع منصب رئيس تحرير "الأهرام" في العام 1984، كانت الصحيفة تواجه العديد من التحديات. بفضل إدارته المتميزة، استطاع أن ينقل الجريدة إلى آفاق جديدة من التطوير المهني والإعلامي. كانت "الأهرام" تحت قيادته أكثر من مجرد صحيفة يومية؛ أصبحت مركزًا فكريًا وثقافيًا يشد انتباه قراءه في الداخل والخارج. اعتمد نافع على تحسين أساليب الكتابة الصحفية، وتطوير أقسام الأخبار والتحقيقات الصحفية، بالإضافة إلى تخصيص صفحات لموضوعات الثقافة والفن والسياسة، مما ساعد في توسيع دائرة القراء.
2. تدعيم حيادية الصحيفة والتزامها بالمهنية: تحت قيادة نافع، حافظت "الأهرام" على حيادها الصحفي في فترات حرجة من تاريخ مصر السياسي، مما عزز ثقة الجمهور في مصداقيتها. كان إبراهيم نافع يؤمن بأهمية أن تظل الصحيفة منبرًا حياديًا يعبر عن جميع أطياف المجتمع المصري دون أن يتأثر بأي اتجاهات سياسية. وقد تجلى ذلك في تغطية الأحداث المحلية والدولية بحيادية تامة، مما جعل "الأهرام" مرجعًا مهمًا للمواطنين والسياسيين على حد سواء.
3. التوسع في الصحافة الدولية والعلاقات الخارجية: عمل نافع على توسيع نطاق الصحيفة الدولي، فافتتحت "الأهرام" مكاتب في العديد من العواصم العالمية، وكان له دور كبير في تغطية الأحداث الدولية بشكل أكثر قربًا واحترافية. خلال فترة رئاسته، كانت "الأهرام" واحدة من الصحف التي شاركت في تغطية الأحداث السياسية الكبيرة في المنطقة العربية، وكان لديها تواجد قوي على الساحة الإعلامية العالمية. كما سعى نافع إلى تعزيز علاقات "الأهرام" مع الصحف الدولية الكبرى مثل "نيويورك تايمز" و"الغارديان"، مما منح الجريدة مصداقية في الأوساط العالمية.
4. الدعم الكبير للصحافة الاستقصائية: أحد إنجازات إبراهيم نافع هو دعمه القوي للصحافة الاستقصائية في "الأهرام". خلال فترة رئاسته، تطورت الصحافة الاستقصائية بشكل ملحوظ، حيث أتيحت الفرصة للصحفيين للإبحار في التحقيقات المعمقة التي تناولت قضايا الفساد والظواهر الاجتماعية السلبية. وكانت هذه التحقيقات محط أنظار الحكومة والجمهور على حد سواء، مما جعل الصحيفة تتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الحقائق للناس.
5. تحديث "الأهرام" لتصبح صحيفة شاملة: لم يقتصر دور نافع على تحسين الشكل الصحفي لجريدة "الأهرام"، بل كان له دور كبير في توسيع الموضوعات التي تتناولها الصحيفة. فبجانب تغطية الأخبار السياسية، خصصت "الأهرام" مزيدًا من المساحات لمواضيع الاقتصاد، الرياضة، الثقافة، والتعليم، مما جعلها صحيفة شاملة تلبي احتياجات مختلف فئات الجمهور. كما سعى إلى تطوير الصحافة الاقتصادية، فأسس قسمًا خاصًا بالتحليلات الاقتصادية التي ساعدت القراء على فهم تعقيدات السوق المحلي والعالمي.
6. الإعلام المصري في مواجهة التحديات: خلال فترة رئاسة إبراهيم نافع، شهدت مصر العديد من التحولات السياسية والاقتصادية، وأصبحت الصحافة في قلب تلك التحديات. كانت "الأهرام" تسير في خط متوازن بين التغطية المستمرة للأحداث والاهتمام بالشأن العام، وكان نافع يحاول دائمًا أن تكون الصحيفة مرآة للمجتمع، لا مجرد ناقل للأخبار.
في هذا السياق، لعبت "الأهرام" دورًا كبيرًا في توعية الشعب المصري بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية.
ختاماً
إبراهيم نافع كان أحد أبرز الصحفيين الذين ساهموا في إعادة صياغة الإعلام المصري على مدار عقود. بفضل إدارته، أصبحت "الأهرام" أكثر من مجرد صحيفة؛ فقد تحولت إلى مدرسة صحفية وفكرية على مستوى العالم العربي. وبدوره الكبير في تعزيز مكانة الصحافة المهنية والإعلامية في مصر، أصبح نافع رمزًا في تاريخ "الأهرام"، وواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الصحافة العربية.