إبراهيم نافع أيقونة الصحافة المصرية..الإنسان بين المهنية والإنسانية
كتب: د مجدي كامل الهواري
فى ذكرى إحتفال موقع "نبض الخبر" بـ ميلاده و وفاته الذى يواكب هذا الشهر الجاري للكاتب الصحفي الكبير الراحل الأستاذ إبراهيم نافع، الذى لم يكن مجرد صحفي ورئيس تحرير ناجح، بل كان إنساناً ترك أثراً عميقاً في قلوب كل من عرفوه. بجانب مسيرته المهنية اللامعة، كان يحمل بين طيات شخصيته قيما إنسانية راقية تجسدت في تعامله مع زملائه وأصدقائه.
تميز نافع بالبساطة والتواضع، فعلى الرغم من المناصب الرفيعة التي تقلدها، كان قريبًا من الناس، يسمعهم ويفهم احتياجاتهم. كان يولي اهتمامًا خاصا" بقضايا المجتمع، وخاصة الطبقات البسيطة، وعمل على تسليط الضوء على همومهم من خلال كتاباته وأعماله الصحفية.
كرئيس تحرير لجريدة "الأهرام" :
كان يعرف بأنه قائد حكيم يسعى لدعم زملائه وتشجيعهم على الابتكار والإبداع. لم يكن يبخل بوقته أو خبراته، بل كان يسعى دائما" إلى تعليم الأجيال الجديدة من الصحفيين، وكان يعتبر نجاح الآخرين امتدادا لنجاحه.
وعلى المستوى الشخصي، كان إبراهيم نافع شخصية حنونة، يعكس حبه لعائلته وأصدقائه في أفعاله قبل كلماته. كان يؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تخدم الإنسان وتدافع عن الحق.
إبراهيم نافع الإنسان كان مثالاً يحتذى به في التوازن بين النجاح المهني والأخلاق الإنسانية. إرثه لم يقتصر فقط على مقالاته وأعماله، بل يمتد إلى القيم والمبادئ التي غرسها فيمن حوله، لتبقى ذكراه نبراسا" يلهم الأجيال القادمة.
إبراهيم نافع كان شخصية معروفة بمواقفه الإنسانية التي تركت أثراً عميقاً في قلوب كل من تعاملوا معه. وفيما يلي بعض المواقف التي تعكس الجانب الإنساني من شخصيته:-
1. دعم الصحفيين الشباب:
كان إبراهيم نافع يؤمن بضرورة دعم الأجيال الجديدة من الصحفيين، وكان يحرص على توفير فرص للتعلم والتدريب لهم. كان يستقبل الشباب بصدر رحب ويستمع إلى أفكارهم ويقدم لهم النصائح التي تساعدهم على تطوير أنفسهم مهنياً و إنسانيا".
2. مساعدة زملائه وقت الأزمات:
عرف عنه وقوفه بجانب زملائه في أوقات الأزمات، سواء كانت أزمات شخصية أو مهنية. كان يقدم الدعم المادي والمعنوي للصحفيين الذين يمرون بظروف صعبة، مؤمنا" بأن التضامن الإنساني هو واجب على الجميع.
3. التبرع ودعم القضايا الاجتماعية:
خلال فترة رئاسته لجريدة "الأهرام"، دعم العديد من المبادرات المجتمعية والخيرية. ساهم في حملات لدعم الفقراء والمحتاجين، وسلط الضوء على القضايا الإنسانية من خلال الجريدة، مما كان له تأثير كبير في تحسين حياة الكثيرين.
4. الوقوف مع الصحفيين المعتقلين:
كان إبراهيم نافع مدافعا" شرسا عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين. عندما تعرض زملاؤه للاعتقال أو التضييق بسبب آرائهم، كان يبذل جهوداً كبيرة للتدخل ودعمهم سواء قانونيا أو عبر الضغط الإعلامي، ليؤكد أن الصحافة رسالة نبيلة تستحق الحماية.
5. اهتمامه بالموظفين البسطاء:
لم يكن إبراهيم نافع يفرق في تعامله بين الكبار والصغار في المؤسسة. كان يعامل جميع العاملين في "الأهرام" بنفس الاحترام والتقدير، ويحرص على الاستماع لمشكلاتهم والعمل على حلها، ما جعله محبوبًا من الجميع.
هذه المواقف تؤكد أن إبراهيم نافع لم يكن مجرد رئيس تحرير ناجح أو صحفي مخضرم، بل كان إنسانًا يحمل في قلبه حبًا كبيرًا للناس وسعيًا دائمًا لخدمتهم.