أمنية شكري تكتب: ماذا لو لم يكن لدي شغفا؟ قد تفتقر إلى الشجاعة!

Nov 22, 2024 - 04:07
أمنية شكري تكتب: ماذا لو لم يكن لدي شغفا؟ قد تفتقر إلى الشجاعة!

  

الاحتياجات ليست شغفا والهوايات ليست شغفا والقدرات الشخصية ليست شغفا والقيم والمفاهيم ليست شغفا... كل منا يشعر بالأسى بالتأكيد، فمن الصعب للغاية أن تجد شغفك. خاصة الشباب الذين لديهم القليل من الخبرة الحياتية، كيف يمكنهم العثور على شغفهم؟

لقد تم طرح هذه المشكلة في موقع "تشوهو": أنا طالب جامعي، وأعتقد أنه يمكنني القيام بأشياء كثيرة في مثل سني، لكن المشكلة: ماذا أفعل؟ لست متحمسا لفعل أشياء كثيرة، لكن يمكنني أن أفعلها، ثم أتركها وأذهب في أي وقت، فبعد ثلاث دقائق من الحماس، أشعر بالملل. لم أجد لدي دافع قوي لفعل أي شئ، لذا أشعر بالحزن وإنني عديم الفائدة... ماذا أفعل؟

أرى أن هذا الأمر يتعلق بالشجاعة. قد تقول: "يا لك من مبالغ، أليس كذلك؟ ما علاقة الشغف بالشجاعة؟" دعنا نحلل ذلك معا.

إن انشغال الكثير من الشباب بالدراسة والامتحانات في المدرسة، يجعل مشاركتهم للأنشطة بسيطة نسبيًا. وقد لا تؤخذ العديد من الأنشطة خارج المنهج الدراسي على محمل الجد أو حتى يتم إلغاؤها باعتبارها "شيئا غير صحيح" أو "تؤخر العملية التعليمية". ففي حال أنهم لم يؤدوا أداءً جيدًا بما يكفي في تعلم هذا الأمر، فمن السهل تدمير ثقتهم بأنفسهم، والشعور بأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، وسيفقدون الشغف تجاه العديد من الأشياء. ربما لا يزال هناك العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام في العالم التي لم يتح لها الوقت لتجربتها! لذا من السهل القول: "لا يمكنني القيام بذلك بمفردي".

لذلك، من الأفضل توسيع نطاق أنشطتك وتجربة المزيد وعدم تقييد نفسك كثيرًا. قدمت الكاتبة كارول دويك -أستاذة علم النفس المعروفة في جامعة ستانفورد- مفهوم العقلية النمائية في كتاب "طريقة التفكير: السيكولوجية الجديدة للنجاح"، وطلبت منا أن نتخيل كيف يميل الإنسان إلى تطوير شغفه بشيء ما؟ على سبيل المثال، إذا صادفت أنك استمعت إلى محاضرة في المدرسة، أو أجريت محادثة ممتعة مع الآخرين، فستجد أن هذا المجال الذي لم تكن تعرفه من قبل مثير جدًا للاهتمام. وفقًا لهذا النوع من التفكير، بمرور الوقت يمكن لأي شخص تنمية شغفه وتطويره. فالمفتاح هو استكشاف المجهول، وترك منطقة الراحة، والتوسع في مجالات جديدة. في الواقع يتطلب الأمر بعض الشجاعة.

خاصة عندما تفشل محاولاتنا، فإن الكثير من الناس ينسحبون بشكل طبيعي. يبدو أن الشاب الذي يقول "ليس لدي شغف تجاه شيء معين" غالبًا ما يقصد أنه "في الواقع ليس لدي ثقة كبيرة في القيام بذلك". في الحقيقة، إنه يخشى الفشل ليس أكثر.

في هذا الوقت، عليك أن تتخلى عن فكرة السعي وراء النجاح وتجنب الفشل، والتفكير في شيء لن تندم عليه حتى لو فشلت في القيام به، ويستحق كل هذا الجهد. ثم ابدأ في فعل ذلك.

تلك الفقرة من كتاب "هدم جدار التفكير" للمعلم "قو ديان" أحد المعلمين المشهورين في التخطيط الوظيفي يتحدث عن ذلك بشكل نموذجي:

لا أحد يرغب أن يقول إنني خائف، لذلك يكذب على نفسه قائلا أنني لست مهتمًا على الإطلاق! فهو لا يفتقد القدرة ولا الفرص، ما ينقصه هو الانغماس فقط، الانغماس في الأمور التي لا يعرف نتائجها.

غالبًا يكون الشخص الذي ليس لديه شغف شخص غير كفء، بل هو شخص غير شجاع. لذا اسأل نفسك كل يوم: هل ليس لديك شغف أم لا تجرؤ على القيام بفعل شيء؟

الحياة كالمرآة، فالذي لديه شغف يحافظ على درجة عالية من الانغماس في الحياة، ويتقبلها بكل قوته، والحياة أيضا تعانقه بكل قوتها. أما الذي ليس لديه شغف يعزل نفسه عن الحياة، لذلك تتجنبه الحياة.

لذلك الشغف لا يسقط من السماء، بل تجده في الاستكشاف والعمل بشجاعة. غالبًا لا نبذل قصارى جهدنا عندما يكون لدينا شيء نحبه وهدف ثابت، فبعد أن نستكشفه بالكامل ونفكر فيه ونعمل بجد، يمكننا تطوير هدف ثابت في الحياة والعثور على ما نحبه، بل العثور عن شغفنا. وسواء كان الأمر يتعلق بالتوسع في مجال غير معروف أو القيام بشيء لسنا على دراية به، فإن أكثر ما نحتاج إليه هو الشجاعة.

هنا أريد أن أذكرك بماهية الشجاعة؟ إنها ليست عدم الشعور في الخوف، بل هي أن ترتجف من الخوف، لكنك لا تزال تصر على المضي قدما.

فيما يلي بعض الاقتراحات لمعلمي وأولياء أمور الشباب الذين يشعرون بأن ليس لديهم شغف في الحياة:

أولاً، يجب أن ينصب تركيز التعليم الوظيفي للشباب على زيادة التفاعل مع البيئة. فكلما كانت البيئة أكثر ثراءً، زادت الفرص والإمكانيات التي يمكن تقديمها للشباب، مما يجعلهم أن يختاروا شغفهم من بين العديد من الأنشطة الغنية.

ثانيًا، منح الشباب مزيدًا من التشجيع والثقة. فإذا حصلوا على الكثير من التشجيع أثناء طريقهم إلى النمو، فسوف نبني ثقتهم، وسيرغبون في استكشاف العالم، وسيستعدون لخوض التجارب، وسيحصلون أيضًا على المزيد من ردود الفعل الإيجابية من العالم، بل وسيكونون أكثر تفاؤلاً بشأن النتائج. وهكذا يصبح لديهم شغفا، وسيكونون بعد ذلك أكثر هدوءً وثباتًا عند تحديد أهدافهم المهنية والوظيفية. وفي إطار هذا المعنى، فإن الفشل ليس أم النجاح، بل النجاح هو أم النجاح.

هناك بعض الأبيات من الدراما الكورية "محبوبتي سام سون" تناسب ذلك الموضوع:

فلتحب، وكأنك لم تتأذٍ من قبل 

فلترقص، كما لو أن لا أحد سيعجب بك 

فلتغن، كأن لا أحد يستمع إليك 

فلتعمل، كأنك لا تحتاج المال

فلتعش

 وكأن اليوم هو النهاية