أحمد زكريا يكتب: مكتبة الأسرة هل تعود من جديد في العهد الحالي

ديسمبر 2, 2024 - 10:25
ديسمبر 3, 2024 - 07:08
أحمد زكريا يكتب: مكتبة الأسرة هل تعود من جديد في العهد الحالي

  

يعتبر المشروع الرائد الذي تبنته السيدة سوزان مبارك منذ أكثر من عشرين عاما ،حيث بدأ مشروع مكتبة الأسرة عام 1994، وقد بدأت فكرة إنشاء هذه المكتبة في اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع برئاسة سوزان مبارك رئيس اللجنة، وتكاتفت جهود الجهات المشتركة في المهرجان لتمويل هذا المشروع و كانت هذه الجهات كالآتي :

المجلس الأعلى للشباب والرياضة

وزارة التربية والتعليم

وزارة التنمية المحلية

جمعية الرعاية المتكاملة

وزارة الإعلام

وزارة الشباب و الرياضة 

و بدأ هذا المشروع قويا هادرا في مهرجان القراءة للجميع ، و بدا النشر على أشده ولم يكتف القائمين على المشروع بمرحلة نشر الكتب بعرضها للقراءة في المكتبات ، بل أصدرت العديد من الكتب في شتى المجلات بأعداد خيالية تفوق الحصر ، من روايات عالمية ،إلى موسوعات تاريخية كقصة الحضارة للمستشرق ويل ديورانت لكتب ذخائر العرب و أمهات الكتب ، لقد كان مشروعا بحق ملهما للأجيال ، حيث دأب على بث الروح الوطنية و الاعتزاز بالثقافة المصرية من خلال إطلاع الشباب و المواطنين على الأعمال الإبداعية و الأدبية و المنجزات العلمية و السياسية و الدينية ، التي رسخت مسيرة مصر الحضارية المتنوعة و التي ذابت بها كل الحضارات و الثقافات ، و شجع الفئات المختلفة من المجتمع على القراءة و الاطلاع و نشرت الوعى الثقافي السليم و قوى الانتماء و الولاء لحضارتنا المصرية و تاريخنا المجيد 

و كان من ضمن أهدافها السامية :

*التشجيع على القراءة والاطلاع بين جموع الشباب والمواطنين.

*بث الروح الوطنية والشعور بالفخر بالثقافة المصرية، وذلك من خلال تمكين الشباب والمواطنين من الإطلاع علي الأعمال الأدبية والإبداعية والدينية والفكرية والثقافية والسياسية التي صنعت مسيرته الحضارية وكونت وجدانه الفكري.

نشر الأفكار الصادقة التي شكلت المسيرة الحضارية للشعب المصري وكذلك القيام بخطوة ضخمة للمواجهة الثقافية، و التواصل مع الحضارات الأخرى من خلال حركة الترجمة 

و للأسف توقفت عجلة هذا المشروع المثمر الجبار عن الدوران بعد انتهاء سنوات الحكم المباركي في ٢٠١١ ، و ذلك بعد أن أدخلت القراءة إلى كل بيت في مصر تقريبا ، بتنوعها الفائق و أسلوبها الشائق و سعرها الزهيد الذي كان في متناول الجميع ، فهل تشتعل جذوة هذا المشروع العظيم مرة أخرى في عهد الرئيس السيسي ، و أعتبر هذا المقال نداءً للسيد وزير الثقافة السيد الدكتور أحمد فؤاد هنو ،ليحيي هذا المشروع العظيم و يكتب عن عهده بأنه استلم شعلة الثقافة و سلمها للأجيال لتنير لهم دياجير الظُلَم بما يؤجج في نفوسهم شغف المعرفة و فضيلة الاطلاع و سجية الثقافة.