يسرية تاج الدين: الكتابة بلسم الروح.. ورسالتي أن أكتب ما يلامس القلب

حوار: ياسمين مجدي عبده
من السودان الشقيق، تطل الكاتبة يسرية تاج الدين، بحروفٍ تفيض دفئًا وعمقًا، حيث تكتب القصة القصيرة والخواطر بأسلوبها الخاص، وتُعد حاليًا لنشر روايتها الأولى. في هذا اللقاء نقترب أكثر من عالمها، نرصد بداياتها، ونتعرف على طقوس الكتابة وأحلامها القادمة.
من هي يسريّة تاج الدين؟ وكيف بدأت الرحلة؟
أنا يسريّة تاج الدين، كاتبة وأديبة سودانية. أنثى لا تؤمن بالهزيمة، أكتب من قلب التجربة، ومن عمق الألم والأمل. منذ صغري كنت مولعة بحصص الإنشاء، وهناك بدأت أولى خطواتي مع الكلمة.
هل وجدتِ دعمًا في بداياتك؟
نعم، كانت عائلتي وأصدقائي أول من شجعني. ولولا دعمهم المتواصل، ما كنت لأواصل الطريق بنفس اليقين.
مررتِ بتجربة الحرب في السودان.. كيف أثرت على مسارك الإبداعي؟
توقفت عن الكتابة لفترة تحت وقع الحرب والفقد، لكنني نهضت من بين الركام، واستجمعت شتاتي، فكتبت ما لم أكتبه قبل الحرب. الألم كان وقودي، والكتابة كانت طريق النجاة.
بعيدًا عن الأدب، كيف تقضين وقتك؟
أحب الطبخ كثيرًا، وأجد سكينة في الاستماع للقرآن الكريم والندوات الدينية.
كيف تختارين مواضيع كتاباتك؟
أختارها بعناية فائقة، فكل نص أكتبه أريده أن يلامس القلب، ويبقى في الذاكرة.
ما أبرز التحديات التي تواجه الكتّاب في النشر الورقي؟
التكلفة العالية هي التحدي الأبرز، بالإضافة إلى غياب دور النشر في بعض المناطق. أتمنى أن تُطلق مبادرات للنشر المخفض والمجاني، دعمًا للمواهب الحقيقية.
هل ترين في الكتابة رسالة أم مجرد تعبير ذاتي؟
هي مزيج بين الاثنين. أكتب لأعبر، وأكتب لأوصل رسالة قد تفتح نافذة ضوء للقارئ.
كيف ترين ظاهرة المشاركة في الكتب الجامعة؟
أراها مفيدة جدًا. تُنمّي روح التعاون، وتثري تجربة الكاتب من خلال الاطلاع على أنماط وأساليب أخرى.
ما الفرق بين كاتبة المحتوى والكاتبة الروائية؟
كاتبة المحتوى تقدم نصوصًا موجهة لأغراض تعريفية أو تعليمية أو تسويقية، أما الكاتبة الروائية فتغزل الحكايات، وتصنع العوالم. كل نوع له أهدافه وجماله الخاص.
حدثينا عن أعمالك القادمة؟
أستعد لإصدار روايتي الأولى بعنوان "رسائل إلى آنستي مارغريت"، إلى جانب مشاركتي بعدد من الخواطر في كتب جامعة، منها: "آلامك ستصنعك"، "أثر في الروح"، "حين تتحدث الأرواح"، وغيرها.
كيف تتعاملين مع النقد؟
برحابة صدر. أؤمن أن كل نقد فرصة للنمو، والكاتب الحقيقي يستفيد من كل ملاحظة.
هل واجهتِ فشلًا حولته إلى نجاح؟
نعم. حين لم أجد دارًا تقبل نشر روايتي، شعرت بإحباط، لكن أحد نصوصي الأدبية لفت نظر إحدى الدور فاختارت نشر عملي. من هنا بدأت الخطوة الأولى.
هل تمثل الكتابة علاجًا نفسيًا بالنسبة لك؟
بلا شك. الكتابة بلسم للجراح، وطبيب خفي. أهرب إليها من ضجيج الحياة، فتحتويني وتصلح ما أفسدته الأيام.
في رأيك، لماذا تراجع الأدب الرومانسي؟
لأنه أصبح واقعًا معاشًا. القراء يميلون للجديد والمختلف، والرعب والفانتازيا ملأت هذا الفراغ. لكن لا يزال هناك متسع لفرسان الرومانسية إذا جدّدوا أدواتهم.
ماذا تقولين لمن ينوي خوض تجربة الكتابة الروائية؟
الصبر، ثم الصبر. الكتابة تمر بمراحل من الجفاف والإنهاك، لكن الكلمات تعود في النهاية. فقط لا تتوقف عن المحاولة.
وأخيرًا، كيف تقيمين هذا الحوار؟
حوار رائع، شعرت خلاله أنني أتحدث مع قارئ حقيقي لا مجرد محاور. شكرًا لكم، وأتمنى لقاءات قادمة تجمعنا على محبة الحرف والصدق.