ناصر عبدالحفيظ في «بيت القصيد»: من «وجوه» إلى العالمية... المسرح الثري يعبر الحدود

كتب: مصطفى صلاح

استضاف برنامج "بيت القصيد" على قناة النيل الثقافية الكاتب والفنان ناصر عبدالحفيظ في حلقة خاصة تناولت أبرز محطات مشواره الفني والإعلامي، من بداياته المسرحية إلى تأسيسه فرقة "المسرح المصري" التي جابت العواصم العربية وقدّمت مئات الليالي المسرحية.

أدارت الحلقة الإعلامية رينيا الحبابي، وأعدّها محمد رمضان، وأخرجها إيهاب جمال، فيما تولى محمد أبو الليل تنسيق البرنامج.

من الحلم المدرسي إلى أكاديمية الفنون

بدأ شغف عبدالحفيظ بالمسرح منذ طفولته في المدرسة، حيث مثّل وأخرج أعمالًا مسرحية في مراحله التعليمية المختلفة. حصل على أول جائزة في التأليف المسرحي خلال فعالية "إعداد القادة" بمركز شباب الجزيرة، وكان للدكتورة الراحلة نهال صليحة دور محوري في دعمه والتحاقه بأكاديمية الفنون التي واصل فيها دراسته حتى الماجستير.

بين الموهبة والدراسة

يرى عبدالحفيظ أن الموهبة تسبق الدراسة، لكنه جمع بين الاثنين. شغل مناصب أكاديمية كـ مستشار إعلامي لرئيس أكاديمية الفنون، وباحث بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. ويؤكد أن الحالة الإبداعية بالنسبة له "دائرة واحدة" تجمع بين كونه ممثلًا وكاتبًا ومخرجًا وصحفيًا.

أثر الرواد ومشروع التوثيق

تعلّم عبدالحفيظ من عمالقة المسرح، وأبرزهم عبدالمنعم مدبولي الذي لازمه في بروفات استمرت ستة أشهر اعتبرها "أثقل من سنوات دراسة". كما أسس مشروعًا لتوثيق تاريخ المسرح والفنون الشعبية عبر لقاءات مع كبار المبدعين أمثال السيد راضي، أسامة أنور عكاشة، يسرى الجندي، سعد أردش، عبده داغر وغيرهم.

فرقة المسرح المصري وتجربة "المسرح الثري"

أسّس عبدالحفيظ فرقة "المسرح المصري" التي حملت العروض إلى خارج الحدود. النقاد أطلقوا على تجربته اسم "المسرح الثري"، لقدرته على تقديم عروض حية تعتمد على الإضاءة والصوت وأداء الممثل بدلاً من الديكورات المكلفة.

من أبرز أعماله: وجوه، متجوزين ولا، الجوازة باظت، مأساة الحلاج، أمير الخيال.

نجاحات عربية ودولية

من أبرز محطاته: عرض "وجوه" في الجزائر أمام 1500 مشاهد، وحصد درع مهرجان بجاية الدولي كأول فرقة مصرية بين دول مشاركة منها فرنسا وإيطاليا. كما قدّم عروضًا في تونس، بغداد، والكويت، محققًا أكثر من 500 ليلة عرض داخل وخارج مصر.

في مصر، جالت فرقته المحافظات بدعم من وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، وحققت عروضه لافتة "كامل العدد" في الصعيد وبورسعيد وأسوان.

"الست": أم كلثوم على الخشبة

قدّم عبدالحفيظ عرض "الست" عن كوكب الشرق أم كلثوم، الذي شارك كضيف شرف في مونديال المسرح المغاربي، واستطاع أن يجذب الأجيال المختلفة من الأطفال إلى المخضرمين، وسط هتافات الجمهور العربي: "عظمة على عظمة يا ست".

إشادة نقدية وقوة ناعمة

نال عبدالحفيظ إشادات واسعة، أبرزها ما كتبته الناقدة وفاء كمالو في "جريدة القاهرة" عن مسرحية وجوه التي استمرت عروضها لتسع سنوات متواصلة. ويرى أن مشروعه الفني جزء من قوة مصر الناعمة التي تعزز صورتها الثقافية عربيًا وإقليميًا.