من الملك فؤاد إلى العصر الرقمي.. متحف البريد المصري يحكي قصة 150 عامًا من الإبداع والتطور

Oct 22, 2025 - 08:47
من الملك فؤاد إلى العصر الرقمي.. متحف البريد المصري يحكي قصة 150 عامًا من الإبداع والتطور

قدّم برنامج «هذا الصباح» على شاشة قناة النيل للأخبار تقريرًا مميزًا أعدّته سمر صلاح بعنوان «متحف البريد المصري.. رحلة عبر الزمن بين كنوز الطوابع والمقتنيات النادرة»، جاء التقرير تحت تعليق شيرين الشافعي، ليأخذ المشاهد في جولة داخل أحد أهم المتاحف التاريخية في مصر والعالم العربي.

في قلب ميدان العتبة بالقاهرة، يقف متحف البريد المصري كصرح ثقافي فريد، يوثق أكثر من 150 عامًا من تاريخ البريد المصري منذ تأسيسه عام 1886 وحتى اليوم. أنشئ المتحف عام 1934 وافتُتح رسميًا عام 1940، ليصبح شاهدًا على تطور وسائل الاتصال ودور البريد الحيوي في ربط الأفراد والمجتمعات عبر العصور.

تعود فكرة تأسيس المتحف إلى رؤية الملك فؤاد الأول، الذي أراد توثيق تاريخ مصر وإبراز إنجازاتها خلال مؤتمر البريد العالمي العاشر عام 1940. ومنذ ذلك الحين، ظل المتحف واجهة مشرفة لمصر وكنزًا يحتضن مقتنيات نادرة تحكي قصة تطور التواصل البشري من العصور القديمة إلى الحديثة.

يقع المتحف على مساحة سبعة آلاف متر مربع، ويضم عدة أقسام تحكي مراحل تطور البريد، منها:

قسم الرسائل البريدية الذي يوثق رحلة الكتابة من ورق البردي وحتى البريد الإلكتروني.

قسم الطوابع الذي يضم مجموعات نادرة توثق أحداثًا تاريخية كبرى في مصر والعالم.

قسم وسائل النقل الذي يعرض تطور طرق نقل البريد من العربات إلى الوسائل الحديثة.

قسم الملابس والأدوات الذي يبرز هوية سعاة البريد وتطور أدواتهم عبر الزمن.

ولا يقتصر المتحف على التاريخ المصري فقط، بل يضم أيضًا مجموعات عالمية نادرة من الطوابع والوثائق من قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا وأستراليا، ما يجعله جسرًا ثقافيًا عالميًا يعكس أهمية البريد كوسيلة تواصل بين الشعوب.

ويُعد متحف البريد المصري اليوم من أبرز الوجهات الثقافية والتعليمية في القاهرة، فهو ليس مجرد متحف لحفظ المقتنيات، بل رحلة ملهمة عبر الزمن تحكي قصة الإنسان في سعيه الدائم للتواصل. يظل هذا الصرح شاهدًا على عبقرية المصريين في حفظ التراث وتوثيق التاريخ، ودعوة مفتوحة لكل عشّاق الثقافة لاكتشاف ما وراء الطوابع من قصص وحكايات إنسانية خالدة.