مصر تتصدر صناعة الأدوية في إفريقيا: شراكة مع كينيا لدعم النمو الصحي
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، على عمق العلاقات بين مصر وكينيا في مجالات الرعاية الصحية والصناعات الدوائية، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية. جاء ذلك خلال زيارة السيد وليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، وحرمه السيدة رايتشل روتو، إلى مدينة الدواء المصرية، حيث تفقدا خطوط الإنتاج واطلعا على مراحل تصنيع المستلزمات الدوائية.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور عبدالغفار أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في قطاع الرعاية الصحية بفضل رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي للتغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030، والتي تتطلب إصلاحات استراتيجية واستثمارات ضخمة في القطاع الصحي. وأوضح الوزير أن هذه الرؤية تحقق من خلال إنشاء كيانات مستقلة تحت إشراف رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزارة الصحة، بهدف تطوير الرعاية الصحية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع.
وأشار عبدالغفار إلى أن مصر أصبحت رائدة في صناعة الأدوية في المنطقة، حيث تضم أكثر من 175 مصنعًا و800 خط إنتاج باستخدام تقنيات حديثة ومتطورة. كما لفت إلى أن مصر تنتج 90% من الأدوية المسجلة محليًا وفقًا للمعايير الدولية، مما يعزز القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلي ويؤكد ريادتها في مجال الصناعة الدوائية. وأكد أن صادرات الأدوية المصرية شهدت تطورًا ملحوظًا، حيث تتوقع مصر أن تصل قيمة هذه الصادرات إلى 1.3 مليار دولار من خلال توسيع التسجيلات العالمية للأدوية.
وتطرق الوزير إلى إنجازات مصر في مجال تصنيع اللقاحات، مشيرًا إلى أن هيئة الدواء المصرية حصلت في أغسطس 2022 على تصنيف النضج الثالث في تصنيع اللقاحات من منظمة الصحة العالمية، وهو ثاني أعلى مستوى عالمي، مما يجعل مصر الأولى في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في هذا المجال. وبيّن أن هذا التصنيف يبرز مكانة مصر الريادية في مجال إنتاج اللقاحات ويعزز قدرتها على تلبية احتياجات السوق الإقليمي والدولي.
وأكد عبدالغفار أن مصر تسعى لتوسيع التعاون مع الدول الإفريقية في مجال الصناعات الدوائية، بما في ذلك توطين صناعة اللقاحات، من أجل تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الأمن الصحي. كما أشار إلى أن مصر أنشأت 21 شراكة استراتيجية مع كبار المصنعين العالميين، مما يعزز مكانتها في سلسلة التوريد العالمية. وأوضح أن الهدف هو إنتاج أكثر من 50% من اللقاحات محليًا بحلول عام 2030، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030 في جعلها مركزًا إقليميًا لتصنيع اللقاحات.
من جانبه، أعرب السيد وليام روتو عن تقديره لمصر على التقدم الكبير الذي أحرزته في مجالات الرعاية الصحية والصناعات الدوائية، وأشاد بالجهود المبذولة لتحسين الصحة العامة وتعزيز الابتكار في هذا القطاع. وأكد أن التعاون بين البلدين في مجالات الصحة سيكون له دور كبير في تحسين مستوى الرعاية الصحية في إفريقيا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي ختام الزيارة، أشار الدكتور عبدالغفار إلى أن التعاون المصري الكيني يعد خطوة نحو تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجال الرعاية الصحية والصناعات الدوائية، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع الدوائي واللقاحات في القارة الإفريقية.
