رانيا المشاط: نعيد الحياة لضحايا الألغام بأطراف صناعية ومعايير عالمية

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في خطوة تعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، أجرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، زيارة ميدانية إلى مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مطروح، ضمن جهود دعم وإعادة تأهيل ضحايا ومصابي الألغام.
شهدت الزيارة تسليم وصيانة 100 طرف صناعي لمصابين تضررت حياتهم بفعل الألغام المنتشرة بالمناطق الحدودية، وذلك في إطار مبادرة حكومية متكاملة تهدف إلى توطين صناعة الأطراف الصناعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأجهزة التعويضية بمعايير تواكب التطور العالمي.
وخلال لقائها بعدد من المستفيدين وأسرهم، استمعت الوزيرة إلى تجارب إنسانية مؤثرة، مؤكدة أن الدولة لا تنظر لهؤلاء باعتبارهم متلقين للمساعدات، بل شركاء في عملية التنمية، مشددة على أن ملف إعادة التأهيل يحتل أولوية قصوى في الاستراتيجية التنموية الوطنية.
كما تفقدت المشاط مراحل تصنيع وتركيب الأطراف داخل المركز، مشيدة بتكامل الأدوار بين الجهات المعنية، وخاصة مركز الطب الطبيعي والتأهيلي للقوات المسلحة، لضمان تقديم خدمات علاجية وفنية ونفسية متكاملة.
وأشارت الوزيرة إلى التطور الذي يشهده ملف التعاون الدولي في هذا المجال، خاصة الشراكة مع الجانب الألماني، ومذكرات التفاهم الأخيرة مع الحكومة الصينية، والتي تستهدف إعداد دراسات جدوى لمشروع قومي لتعزيز القدرة التصنيعية لمصر في قطاع الأطراف الصناعية.
ويُذكر أن وزارة التخطيط تتولى الإشراف على الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي، وهي الجهة الوطنية المنوط بها تنسيق الجهود العسكرية والمدنية لإزالة الألغام، التي تمثل إرثًا مؤلمًا خلفته الحروب العالمية.
واختتمت الوزيرة جولتها بتأكيد أن ما يتم تقديمه من دعم يتجاوز كونه مبادرة إنسانية، بل يُعد استثمارًا حقيقيًا في رأس المال البشري، ويعكس إيمان الدولة بأن التنمية لا تكتمل دون دمج الفئات المتأثرة بالحروب والمخاطر الجسيمة.