د.مي القط تكتب: الأثر السلبي لاستخدام الأهل للمقارنة بين الأطفال

كثير من الأهل يظنون أن مقارنة أبنائهم بأطفال آخرين — سواء كانوا إخوة، أقارب، أو حتى أصدقاء — قد تكون وسيلة لتحفيزهم على التطور والتحسين. لكن في الواقع، هذه الطريقة كثيرًا ما تأتي بنتائج عكسية وتترك آثارًا نفسية عميقة على الطفل.
1. تأثير على تقدير الذات
المقارنة المستمرة تجعل الطفل يشعر أنه "أقل" أو "غير كافٍ"، فيبدأ في التشكيك في قدراته، ويفقد الثقة بنفسه تدريجيًا. هذا الإحساس بالنقص قد يلازمه حتى في حياته البالغة.
2. خلق شعور بالغيرة والعداء
عندما يقارن الأهل بين الإخوة أو الأصدقاء، يتولد لدى الطفل شعور بالغيرة وربما العداء تجاه الشخص الذي تتم مقارنته به، بدلًا من أن يكون مصدر إلهام له.
3. إحباط وفقدان الدافع
بدل أن تكون المقارنة دافعًا، يشعر الطفل أن جهده غير مُقدَّر، وأنه مهما حاول فلن يصل إلى الصورة المثالية التي يضعها أهله، فيفقد الحافز للمحاولة.
4. إهمال الفروق الفردية
كل طفل لديه مواهبه وقدراته ووتيرته الخاصة في التعلم والنمو. المقارنة تتجاهل هذه الفروق، وتضع الجميع في قالب واحد، مما يظلم إمكانات الطفل ويحد من فرص اكتشاف نقاط قوته الحقيقية.
5. تأثير على العلاقة مع الأهل
المقارنة المستمرة قد تُشعر الطفل أن حب أهله مرتبط بأدائه أو بمدى تفوقه على الآخرين، فينشأ بينهما حاجز عاطفي يقلل من شعوره بالأمان والانتماء.
و السؤال هنا
هل يوجد وسائل تربوية بديلا عن المقارنة
الإجابة بالطبع يوجد
التركيز على التقدم الشخصي للطفل بدل مقارنته بالآخرين.
الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة وتشجيعه على تطوير نفسه خطوة بخطوة.
اكتشاف مواهبه الفردية ودعمه في مجالات تميزه.
المقارنة قد تبدو كلمة عابرة على لسان الأهل، لكنها في أذن الطفل رسالة قوية قد ترسم صورة نفسه لسنوات. لذلك، من المهم أن نكون حذرين في كلماتنا، وأن نستبدل لغة المقارنة بلغة التشجيع والدعم.