د.محمد صبحي يكتب: أية الله في الكون
الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من التقنيات والأنظمة التي تشمل العديد من جوانب الحياة، وهو من المشاكل العلمية الجديدة التي لم يعرفها فقهاء الشريعة القدماء. ويعتمد تفسير الذكاء الاصطناعي كعلامة على الله على كيفية إدراكنا للظواهر العلمية والتكنولوجية. سياق الإيمان بالدين. وفي الواقع إنها مسألة اصطلاحية فقط و(الذكاء الاصطناعي) لا يناقض تفرد خلق الله، ولا يقلد صفات خالقه: ولا يناقض معرفة الله أو معرفة نفسه ، بما في ذلك الإسلام. وهذه بعض الأفكار لتوضيح ذلك:
معرفة الله أكمل: الله يعلم كل شيء، بما في ذلك التقنيات الاصطناعية مثل الذكاء الاصطناعي.
الله يفهم كل المعرفة وكل الحق، بما في ذلك المعرفة التي تأتي من الاكتشافات البشرية.
إرادة الله: يؤمن المسلمون بأن كل ما يحدث في الكون هو بإرادة الله ومشيئته. لذلك يجب على الإنسان أن يطور من ذكاء نفسه . لأن الذكاء الاصطناعي هو جزء من خطة الله لتوجيه البشرية نحو الابتكار والتطور.
استخدام العقل: الدين يشجع على استخدام العقل والتأمل. ويمكن النظر إلى الابتكارات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، باعتبارها تجسيدًا لهذا المفهوم، حيث إنها توضح القدرة البشرية على الإبداع والاكتشاف.
خدمات الإنسانية: إذا نظرنا إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتحسين نوعية الحياة ومساعدة الناس، فقد يكون ذلك متوافقاً مع القيم الدينية التي تسعى إلى خدمة الإنسانية وتسهيل الحياة.
التحديات الأخلاقية: من المهم معالجة التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يُنظر إليها كفرصة للتفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بما يتماشى مع القيم الدينية والأخلاقية.
ويمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط، لكنه يفتقر إلى الفهم الدقيق الذي يأتي بشكل طبيعي للبشر؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن اعتباره مظهرًا من مظاهر القدرة الإلهية، ويعكس الذكاء البشري الذي وهبه الله للبشرية. ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس أمرًا إلهيًا، بل هو نتاج جهد وإبداع بشري قائم على الفهم والخبرة. تتحدث الآيات القرآنية عن أصل الذكاء البشري في سياق نفخ الروح الإلهية في آدم، مما يعني أن الله أعطى هذه القدرة للإنسان. وعلى الرغم من أن القرآن لا يتحدث بشكل مباشر عن ”الذكاء الاصطناعي“، إلا أن هناك آيات تشير إلى الفهم والعقل والتفكير، وهو ما يمكن ربطه بموضوع الذكاء بشكل عام. وإليك بعض الآيات التي تشجع على استخدامه. روح وتأمل: سورة البقرة (الآية 164): "إن في خلق الله لآية علم وحكمة". إن السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. سورة آل عمران (الآية 190): "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات للموهوبين". » سورة العنكبوت (الآية 46): «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا وقالوا آمنا بالذي أنزل إلينا وما أنزل علينا» قد كشف لنا". ولكم إلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون. سورة السجدة (الآية 7): "الذي أكمل كل ما خلق وبدأ خلق الإنسان من طين". تعكس هذه الآيات أهمية العقل والتفكير، ويُنظر إليها على أنها تشجيع للمسلمين على استخدام عقولهم في البحث والتعلم. وفي الفقه الإسلامي تثير العديد من القضايا المتعلقة بالمسؤولية والضمان، حيث يتم قياس هذه الأحكام على بعض الآثار القانونية المرتبطة بالعجماوات (الحيوانات).
يُعتبر الذكاء الاصطناعي بمثابة عقل صناعي . فالذكاء الاصطناعي يؤثر على الفقه الإسلامي بعدة طرق، تحليل البيانات الفقهية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات ضخمة من النصوص الفقهية لاستخراج الأنماط والمعلومات الهامة، ما يسهل تطوير الفتاوى والتحليل الشرعي. تقديم الفتاوى: بعض الأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة على الأسئلة الشرعية بناءً على قواعد فقهية محددة، مما قد يساعد في توفير استشارات سريعة ومباشرة. التوثيق والتحسينات الوصول إلى المعلومات: يسهل الذكاء الاصطناعي الوصول إلى المكتبات الرقمية والمحتويات الفقهية المختلفة حول العالم، ويجب علينا، أن نبدأ في تكييف هذه التكنولوجيا مع حياتنا. نحن بحاجة إلى البدء في البحث والتطوير قريبًا حتى لا نفشل. ولا نقارن أبداً بين تطبيق اسأل القرآن وبوت الذكاء الاصطناعي ChatGPT. الفارق كبير جداً، ولا أتصور شخصاً عاقلاً يسأل بوتات الذكاء الاصطناعي أسأله إسلامية، ويتوقع إجابة صحيحة، في الغالب ستحصل على إجابة تم تأليفها بالكامل من قبل الذكاء الاصطناعي. قال رسول الله ﷺ: 'والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده' [رواه الترمذي وأحمد] هذا الحديث مباشرة ليس له علاقة بالذكاء الاصطناعي في عصرنا!﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[سورة: طه، من الآية: ١١٤ ]
وبمقتضى تلك الآية يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي كعلم من العلوم لا حرج فيه طالما قد خلا من المحظورات الشرعية وأنه من الأمور المباحة لما فيه من منافع للإنسانية وذلك طبقاً لما هو مقرر في شريعتنا من الأصل في الأشياء الإباحة والحل حتى يأتي دليل على تحريمها بدليل عموم قوله تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾[ سورة: الجاثية، من الآية ١٣]، وفي هذا يقول الإمام تيمية رحمه الله عليه: ”لست أعلم خلاف أحد من العلماء السالفين في أن ما لم يجئ دليل بتحريمه فهو مطلق غير محجور ولنا في الحديث بقية.