تل أبيب تتوغل دبلوماسيًا في القرن الأفريقي: ما وراء زيارة وزير خارجية الاحتلال إلى أديس أبابا؟

May 9, 2025 - 16:09
تل أبيب تتوغل دبلوماسيًا في القرن الأفريقي: ما وراء زيارة وزير خارجية الاحتلال إلى أديس أبابا؟

كتب: مصطفى صلاح

في تطور لافت يحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، بدأ وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر زيارة رسمية إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ظل مناخ إقليمي متوتر ومحاولات إسرائيلية متسارعة لتعزيز النفوذ في منطقة القرن الأفريقي.

ساعر وصل إلى مطار بولي الدولي حيث كان في استقباله وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، السفير برهانو صغجاي، قبل أن يتوجه إلى القصر الرئاسي لعقد اجتماع موسع مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تركز على سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية والأمن.

رئيس الوزراء الإثيوبي نشر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" تصريحًا أكد فيه أن العلاقة مع إسرائيل "قوية وراسخة"، مشيرًا إلى شراكة تشمل قطاعات حيوية متنوعة. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تصاعدًا لافتًا، تجسد مؤخرًا في زيارة وزير الخارجية الإثيوبي إلى تل أبيب قبل أقل من شهرين.

زيارة ساعر، التي وصفها مراقبون بأنها جزء من استراتيجية إسرائيلية لاختراق العمق الأفريقي عبر الحليف التقليدي أديس أبابا، تضمنت أيضًا اجتماعًا مع نظيره الإثيوبي جيديون تيموثيوس، أكد خلاله على ضرورة "مواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة" وتعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين.

التحرك الإسرائيلي في إثيوبيا يتزامن مع حالة من التوتر السياسي في المنطقة، خاصة على خلفية الخلاف الحاد بين القاهرة وتل أبيب بعد رفض مصر القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما زاد من حساسية التحركات الإسرائيلية في دول الجوار الأفريقي.

كما تأتي الزيارة عقب واقعة طرد ممثلة إسرائيل من قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، ما يعكس اتساع رقعة الرفض الشعبي والرسمي للوجود الإسرائيلي في القارة، ويضع علامات استفهام حول مستقبل محاولات تل أبيب لإعادة تموضعها في القارة السمراء.

المراقبون يرون أن إسرائيل تستغل نقاط الضعف في موازين القوى داخل أفريقيا لتوسيع دائرة نفوذها، لا سيما في دول تمتلك موقعًا جيوسياسيًا حساسًا مثل إثيوبيا، ما قد يرتبط بملفات إقليمية شائكة أبرزها سد النهضة وأمن البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية.

التحرك الإسرائيلي عبر بوابة أديس أبابا يعيد خلط الأوراق في القرن الأفريقي، ويطرح تساؤلات جادة حول أهداف تل أبيب من هذه الزيارة في هذا التوقيت، ومدى انعكاسها على التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل تزايد التوتر بين أطراف فاعلة في المنطقة.