من الفائز حماس أم الكيان فى ظل اتفاقية وقف إطلاق النار؟
كتب : محمود القاضى
أخيرا؛ تم إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وتوقيعه في قطر الشقيقة، بفضل مجهودات مضنية للدولة المصرية والدولة القطرية شاء من شاء وأبى من أبى، وسوف تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ يوم الأحد ١٩ يناير، وسيصادق الكابينيت وكنيست الكيان على الاتفاقية؛ رغم محاولات بعض المتطرفين المستميته لكي تستمر رحى الحرب، وتظل آلة القتل الممولة أمريكيا، ويقودها دمى مرتزقة من أماكن مختلفة من العالم.
ومنذ إعلان الاتفاق على وقف إطلاق، والكيان يقصف غزة بعنف، لترتفع قائمة الشهداء بأعداد إضافية مرسلة رسالة الى الجميع بأن راس الكيان لم يرتوى بعد من دما ،ء الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة الى محاولات اليمين المتطرف إفشال ماتم الاتفاق عليه بشتى الطرق، ويعلن انه يريد المزيد من الد ،ماء، فهل بعد ٤٦٧ يوم من القصف المستمر بشتى أنواع الأسلحة، اكتفت ألة الحرب بما قدم من قرابين بشرية.
إن هناك الكثير من التأكيدات والتطمينات بأن الاتفاق سيدخل حيز التفيذ الأحد القادم، وهناك الكثير من الاصوات ترتفع لطرفي الصراع تنادي بأن النصر كان حليفها، وأن السبب في الاتفاق هو النصر الحاسم الذى حظي به، وصورت الآلة الإعلامية للكيان بأنهم المنتصرين وأنه قد تم تحقيق كافة الأهداف.
والسؤال الأول هنا الذي يتبادر الى الذهن من المنتصر في تلك الحرب التي أمتدت لأكثر من عام؟، هل هو الكيان الذي استخدم كافة أدوات الحرب المشروعة وغير المشروعة لكي يسحق المقاومة الفلسطينية، ويحقق ما أعلنه من أهداف، أم النصر كان حليف المقاومة بقيادة حما ،س؟!. سؤال كل طرف يجيب بما يتلائم مع مايربد إيصاله الى قواعده الشعبية التي يربد منها ان الدعم والمؤازره، ولكي نعلم من أنتصر، ومن خسر هذه الحرب، ومن فاز بالرهان، ولابد من التدقيق في أهداف كلا الطرفين وغرضهما من الحرب، لكي يمكن تحديد من المنتصر ومن الخاسر؟
يمكن القول أن أهداف الحرب التي أعلنها الكيان هي: (القضاء على حركة حماس؛ استعادة الرهائن؛ ضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل مجددا؛ وأضيف هدف رابع على تلك الأهداف وهو عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان). فهل تحقق أي من الأهداف السابقة؟!، في حين أن كافة أهداف حماس قد تحققت بالكامل فقد نزعت غطاء القوة من على الكيان، وأظهرت الوجه القبيح لأوروبا وأمريكا، وفندت ادعاءات الغرب بما يدعيه من الحفاظ على حقوق الإنسان.
وفرضت القضية الفلسطينية فرضا على العالم بأسره، واستوعبت كافة شعوب العالم لمناصرة القضية الفلسطينية، وأظهرت للشعوب الأوروبية والأمريكية الهوة العميقة بين ما تنادي به حكوماتهم وبين تطلعاتهم نحو حياة أفضل لكافة شعوب العالم، وزرعت الوعي لدي الشعوب بعد أن غيبتهم الآلة الإعلامية الرهيبة لعقود طويلة، لم تكتف بذلك فقط؛ بل وسعت الفجوة بين من يملكون زمام الأمور في الكيان، وبين من يطمحون بحياة في جنة الرب الموعودة.
والسؤال الآن لك عزيزي القارئ والمتابع، برأيك من المنتصر ومن الذي هزم في تلك الحرب؟، وهل تلك الحرب هي بداية النهاية لكل الألم التي عاشته المنطقة منذ غرس هذا الكيان.