تسجيل صوتي مفبرك يشعل فتنة طائفية في جرمانا.. والحكومة السورية تتدخل لاحتواء الأزمة

أبريل 29, 2025 - 18:23
تسجيل صوتي مفبرك يشعل فتنة طائفية في جرمانا.. والحكومة السورية تتدخل لاحتواء الأزمة

كتب: د. مجدي كامل الهواري

ليلة مرعبة شهدتها مدينة «جرمانا» في ريف دمشق بسوريا، حيث كانت ليلة غير مسبوقة من التوتر والعنف، بعد انتشار تسجيل صوتي مسيء يزعم أنه يهاجم النبي محمد.

اندلع التوتر بشكل مفاجئ بعد هجوم شنته مجموعات مسلحة، تخلله إطلاق نار كثيف، وأعقبته موجة من التكبيرات والاشتباكات المسلحة، وسقوط قذائف هاون، ما أدى إلى حالة من الذعر والقلق بين الأهالي.

وفي تطور سريع للأحداث، تبين أن التسجيل الصوتي الذي تسبب بالتصعيد مفبرك، وهو ما أكدته وزارة الدفاع السورية في بيان رسمي، موضحة أن التسجيل لا يعود للشخص الذي نُسب إليه.

كما نفى الشيخ المعني علاقته بالتسجيل بشكل قاطع، وهو يقيم أصلاً في محافظة السويداء، ولم يصدر عنه أي تصريح من هذا النوع.

وقد أسفرت الاشتباكات العنيفة عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، هم سبعة مسلحين محليين دروز، وسبعة من قوات الأمن ومسلحين تابعين لها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، في حصيلة جديدة قال إنها «غير نهائية».

وشهد شاهد عيان يُدعى مرهف، وصف الهجوم بأنه كان «عشوائيًا وهمجيًا»، وأشار إلى أن التهديد ما زال قائمًا بسبب استمرار الحشود.

وقال: "مشكلتنا الآن مع جماعات مثل الشيشان وأبو عمشة، وغيرهم من الملثمين، وهؤلاء ليسوا عربًا أصلًا. نخاف أن يتكرر في جرمانا ما حصل في الساحل السوري".

وأوضح مكرم عبيد، محامٍ في مركز العمل الأهلي في جرمانا ومُكلف من قبل الهيئة الروحية بمتابعة التطورات في المدينة، أن ما جرى هو نتيجة مباشرة لـ «تجييش طائفي غير واعٍ وغريب عن عادات وأخلاق سكان جرمانا».

وقال: "هذا النوع من التحريض قد يخلق حساسيات خطيرة بين المكونات الاجتماعية، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لمواجهته وتقديم الحقائق كما هي".

وأشار عبيد إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تضليل الرأي العام، إذ يمكن لأي شخص نشر مقطع صوتي من أي مكان وادعاء أنه من داخل جرمانا.

وتابع قائلًا إنهم تحدثوا مع جيرانهم في منطقة المليحة، التي شهدت أيضًا اعتداءات مشابهة، وقد أكد الأهالي هناك أن المجموعات المهاجمة ليست من المليحة أصلًا، بل عناصر غريبة عن المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع وخطورته.

"لا نملك معلومات دقيقة عن خلفية هذه المجموعات، لكن من الواضح أنهم خارجون عن القانون، متطرفون، ويحملون أجندات غريبة لا تنتمي إلى المجتمع السوري".

وأعرب في ختام حديثه عن ارتياحه لتدخل الحكومة: "تدخل الحكومة جاء في الوقت المناسب، وقد وعدت بعدم تكرار هذا المشهد الذي تسبب بتوتر كبير".