الضبعة النووية… مشروع مصر الاستراتيجي يقترب من لحظة التشغيل بعد إنجاز تركيب وعاء المفاعل

Nov 20, 2025 - 11:47
Nov 20, 2025 - 11:48
الضبعة النووية… مشروع مصر الاستراتيجي يقترب من لحظة التشغيل بعد إنجاز تركيب وعاء المفاعل

كتبت: شيرين الشافعي

تواصل مصر تعزيز مكانتها على خريطة الطاقة العالمية عبر مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يُعد أحد أهم المشروعات الاستراتيجية في تاريخ الدولة الحديثة. ويكتسب المشروع أهمية مضاعفة ليس فقط لكونه إضافة قوية لشبكة الكهرباء، بل لأنه يمثل تحولًا جوهريًا في مسار تأمين مصادر الطاقة وتنويعها، بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.

ومع الاحتفال بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية في 19 نوفمبر، تزداد أهمية الإنجاز الأخير المتمثل في تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى من المحطة، وهو حدث محوري يؤكد التزام الجداول الزمنية ويعكس نجاح الشراكة المصرية الروسية في تنفيذ مشروع يعد من الأكبر في المنطقة.

وخلال استضافته في برنامج "واجه الصحافة" على قناة النيل للأخبار، استعرض اللواء الدكتور أمجد الوكيل—عضو مجلس إدارة الجهاز التنفيذي للإشراف على مشروعات إنشاء المحطات النووية ورئيس هيئة المحطات النووية السابق—التقدم المحقق في المشروع وآثاره المستقبلية على قطاع الطاقة المصري، مؤكدًا أن الضبعة باتت أحد الأعمدة الرئيسية لأمن الطاقة في البلاد.

وتسهم محطة الضبعة بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، ما يعادل نحو 7% من إجمالي قدرات شبكة الكهرباء، الأمر الذي يضمن استقرارًا طويل الأمد في الإمدادات الكهربائية، ويدعم النمو الصناعي والاستهلاك المتزايد. كما من المتوقع أن توفر المحطة أكثر من 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ما يسمح بتوجيه تلك الكميات إلى قطاعات استراتيجية مثل الصناعة والبتروكيماويات والتصدير.

واختيار مفاعلات الجيل الثالث+ VVER-1200 جاء نتيجة تقييم شامل لمعايير الأمان والتكنولوجيا، إذ تُعد من أكثر المفاعلات أمانًا عالميًا، بفضل أنظمة الحماية الفعالة والقدرة على التعامل مع السيناريوهات الطارئة وفق أعلى المعايير الدولية.

ويمثل المشروع كذلك شراكة متكاملة مع روسيا تشمل التنفيذ والتدريب ونقل الخبرات، إضافة إلى برامج مكثفة لتأهيل الكوادر المصرية داخل مصر وخارجها. وارتفعت نسبة المكون المحلي من 20% في الوحدة الأولى لتصل إلى 35% بالوحدة الرابعة، ما يعزز توطين الصناعة النووية ويدعم إنشاء قاعدة فنية مصرية قادرة على المشاركة في المشروعات العالمية مستقبلًا.

ويحمل المشروع بعدًا بيئيًا مهمًا، إذ يسهم في خفض نحو 15 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، مما يعزز موقف مصر في ملف المناخ ويدعم خطط التحول الأخضر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويُنظر إلى الضبعة باعتبارها منصة يمكن من خلالها تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات التدريب الفني والخدمات الاستشارية، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للبحث العلمي بين الجامعات المصرية ومراكز الأبحاث الدولية.

ويعمل برنامج "واجه الصحافة" على قناة النيل للأخبار تحت إدارة رئيس القناة الأستاذ أسامة راضي، ومدير البرامج الأستاذ علي عبد الصادق، بينما تتولى شيرين الشافعي رئاسة تحرير البرنامج، بمشاركة فريق الإعداد والتقارير: إسلام النويشي، نهى إسماعيل، وسام محمود. كما يشارك في فريق التصوير كل من داليا إسماعيل ولبنى فؤاد، ويتولى إدارة الإضاءة إيمان حمدي، والإنتاج محمود تكروري، أما الإخراج فتقوده لمياء جودة بمساعدة أماني محيي الدين، وتقدم الحلقة الإعلامية حنان الخولي.