السمنة قد تُعطل التكيّف الأيضي مع الجوع: دراسة تكشف خللًا في الاستجابة الزمنية داخل الكبد

May 15, 2025 - 11:47
السمنة قد تُعطل التكيّف الأيضي مع الجوع: دراسة تكشف خللًا في الاستجابة الزمنية داخل الكبد

كتبت: أمنية شكري

 

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Science Signaling، أن السمنة قد تُضعف قدرة الجسم على الاستجابة الفعّالة لحالة الجوع من خلال إرباك "التسلسل الزمني" للتفاعلات الأيضية داخل الكبد، دون أن تُحدث تلفًا ظاهرًا في البنية الجزيئية.

قاد هذه الدراسة فريق من الباحثين في جامعة طوكيو، بقيادة البروفيسور كيغو موريتا والدكتور شينيا كورودا، حيث أجروا تحليلاً مقارنًا بين فئران سليمة وأخرى مصابة بالسمنة، بهدف فهم تأثير السمنة على آلية استجابة الكبد لحالات الجوع.

كيف تؤثر السمنة على استجابة الكبد للجوع؟

تعتمد الكائنات الحية على استخلاص الطاقة من الغذاء وتوزيعها داخل الجسم لضمان الاستقرار الأيضي، أو ما يُعرف بـ "الاتزان الداخلي". وعند التعرّض للجوع، يصبح الكبد مركزًا للتنظيم، حيث يتحكم في ما هي الجزيئات التي يجب أن تتفاعل، ومتى يجب أن يحدث ذلك. لكن الدراسة أوضحت أن السمنة تؤثر على هذا التناسق الزمني، مما يُضعف قدرة الكبد على إدارة الأيض بكفاءة خلال فترات الصيام أو الجوع.

السمنة تُخلخل التوازن الزمني للجزيئات الأيضية

يشير كورودا إلى أن الجزيئات داخل الخلية تُكوّن شبكة مترابطة من التفاعلات، يوجد ضمنها جزيئات "محورية" تقوم بتنظيم عدة مسارات أيضية. ومن خلال مقارنة الكبد السليم بالكبد المصاب بالسمنة، وجد الباحثون أن: الكبد السليم يحتوي على جزيئات طاقة مهمة مثل ATP وAMP. وأن الكبد المصاب بالسمنة يفتقر إلى هذه الجزيئات المحورية، رغم أن البنية العامة للشبكة الجزيئية بقيت سليمة ظاهريًا.هذا ما دفع الفريق العلمي للتركيز على البُعد الزمني بدلاً من التركيب البنيوي فقط.

نتائج تحليل التوقيت الجزيئي

عبر قياسات دقيقة للتغيرات الزمنية، اكتشف الباحثون أن الجزيئات المحورية في الكبد السليم تستجيب بسرعة أكبر للجوع، ما يدل على وجود نظام توقيت دقيق داخل الخلية. أما في حالة السمنة، فقد اختفى هذا الترتيب الزمني، ما يشير إلى أن السمنة تُربك إيقاع الاستجابة الأيضية حتى وإن لم تُغيّر بنية الشبكة نفسها.

منهجية بحث جديدة قد تغيّر فهمنا للتمثيل الغذائي

تميّزت هذه الدراسة باستخدامها نهجًا جديدًا يجمع بين التحليل البنيوي والزمني لشبكات الجزيئات داخل الخلايا، وهو ما يفتح المجال أمام تطبيق هذه الطريقة على أبحاث أخرى تشمل مجالات "جومية" متعددة مثل: الجينوم والميكروبيوم والتمثيل الغذائي خلال الأمراض أو فترات التغذية.

ما الخطوة التالية في البحث؟

قال كورودا: "لقد نجحنا في توصيف التكيّف مع الجوع على مستوى واسع، ونتطلع الآن إلى استخدام النهج نفسه لفهم كيف تتغير الشبكات الأيضية خلال مراحل تناول الطعام أو تطور الأمراض المزمنة مثل السكري أو اضطرابات التمثيل الغذائي."

خلاصة: السمنة تُضعف مرونة الجسم الأيضية خلال الجوع

تشير نتائج الدراسة إلى أن السمنة لا تضر فقط بصحة الكبد من ناحية تركيب الجزيئات، بل تؤثر أيضًا على الزمن الذي يستغرقه الجسم للرد على الجوع. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على وزن صحي لدعم استجابة الجسم الأيضية في المواقف الطارئة، مثل الصيام أو انخفاض سكر الدم.