أحلام القبيلي تكتب: حميدتي… الميليشياوي الذي اكتشف حبّه للحكم المدني!

أغسطس 20, 2025 - 18:16
أحلام القبيلي تكتب: حميدتي… الميليشياوي الذي اكتشف حبّه للحكم المدني!

.

إذا كنتَ تبحث عن تعريف حيّ لكلمة "مفارقة"، فلن تجد مثالًا أبلغ من محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي".

 رجل قاد الجنجويد، الميليشيا التي لو نطقت الرمال في دارفور لحكت قصص ذبحها وحرقها واغتصابها ونهبها، ثم يخرج علينا اليوم بوجه وديع ليحدثنا عن "الديمقراطية" و"الحكم المدني".

من راعي إبل إلى راعي الدماء:

ولد حميدتي في دارفور، وترك الدراسة مبكرًا، ليعمل في تجارة الإبل.

 ولأن الطريق بين القوافل مليء بالمخاطر، كوّن عصابة مسلحة للحماية، ثم اكتشف أن "الحماية" مربحة أكثر إذا كنت أنت نفسك الخطر!

وبحلول 2003، أصبح قائدًا في مليشيات الجنجويد، تلك القوات التي اشتهرت بمهارة فريدة: اقتحام القرى فجراً، قتل الرجال، اغتصاب النساء، وحرق البيوت… مع نهب كل شيء حتى أواني المطبخ.

سجل إجرامي لا يحتاج "شهود":

• دارفور: مقابر جماعية، قرى محروقة، نساء مغتصبات، أطفال مشردون… والفاعل؟ الجنجويد بقيادة "أبو ديمقراطية" نفسه.

• فض اعتصام الخرطوم 2019: مذبحة أمام القيادة العامة، أكثر من مئة قتيل، واغتصاب علني، وجثث ألقيت في النيل، وكأن السودان بحاجة لمزيد من الدماء في مياهه.

• حرب 2023: نهب، قتل، حصار، وتجويع مدن بأكملها… ومع ذلك، يطل حميدتي بابتسامة ويقول: "نحن مع الشعب". أي شعب بالضبط؟!

هل هو سوداني أصلًا؟:

الشعب السوداني معروف بالطيبة، الكرم، والدم الحار الممزوج بالإنسانية.

 أما أفعال حميدتي وقواته، فهي أقرب لوصفات إبادة جماعية من كتاب التاريخ الأسود للبشرية. 

لذلك، لا يلومك أحد إذا تساءلت: "هل هذا الرجل منّا؟"

المضحك المبكي:

أن ترى حميدتي، زعيم ميليشيا ارتبط اسمها بكل جريمة يمكن أن يرتكبها إنسان، يتحدث عن "الحكم المدني" و"الانتقال الديمقراطي"،

 فهذا مثل أن ترى لصّ بنوك يطالب بتأسيس جمعية مكافحة السرقة!

إنه يقف على منصة السياسة متقمصًا دور المصلح، بينما تحت قدميه دماء لم تجف منذ دارفور حتى الخرطوم.

الخلاصة:

حميدتي ليس إلا تجسيدًا لما يحدث حين يتحول المجرم إلى "زعيم دولة"، 

وحين تتحول الميليشيا إلى مؤسسة رسمية، وحين يُمنح القاتل منبرًا ليحاضر عن حقوق الإنسان.

إنه المهزلة التي يفرضها علينا زمن بلا ضمير… زمن يستطيع فيه الجنجويد أن يرتدوا بدلًا أنيقة ويتحدثوا عن "مدنية الدولة"، وكأن الدماء التي سفكوها كانت مجرد طلاء أحمر على طريق الإصلاح!