هل ستحدث جائحة H5N1 "إنفلونزا الطيور" خلال فترة حكم ترامب؟

كتبت: أمنية شكري
وفقًا لمقال نشرته صحيفة The Nation في 5 ديسمبر، يشكل فيروس H5N1 الذي ينتقل بين البشر تهديدًا حقيقيًا في الوقت الحالي.
في الوقت نفسه، لا تعتبر اختيارات ترامب للوظائف المتعلقة بالصحة العامة مفيدة للتطعيم ضد الأمراض.
يشير المقال إلى أنه خلال الأشهر الماضية، تم نشر مقالات تحذيرية عن تهديد فيروس H5N1 (المعروف أيضًا بإنفلونزا الطيور) بشكل شبه أسبوعي. فهل سيكون هذا الفيروس هو الوباء التالي؟
كتب سام سكاربينو -خبير الأوبئة في جامعة نورث إيسترن الأمريكية- مؤخرًا مقالًا على منصة Bluesky ملخصًا آخر التطورات المقلقة المتعلقة بالفيروس: حالات غير عادية ظهرت دون أي اتصال معروف مع الحيوانات، وظهرت طفرات جديدة تزيد من قدرة H5N1 على الارتباط بمستقبلات حمض السياليك البشرية التي تستخدمها خلايا البشر، بالإضافة إلى وجوده بشكل متكرر في مياه الصرف الصحي، وأشار إلى أنه "الوقت ربما ينفد".
لم يتم رصد انتشار مستمر للفيروس بين البشر حتى الآن، لكن التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة في التعامل مع الفيروس أثارت قلق العلماء في جميع أنحاء العالم. فلقد كانت الإدارة هنا سيئة جدًا، ولا تبشر الإدارة الجديدة في التعامل مع تهديدات الأمراض المعدية في المستقبل بخير.
أولًا، حتى الآن رغم قرب نهاية ولاية حكومة بايدن، لم تنجح الجهود في التعامل مع تفشي فيروس H5N1 بين الحيوانات. ولم تخضع الولايات المتحدة لاختبارات كافية للكشف عن هذا الفيروس، كما لم ترصد العديد من حالات العدوى بين الحيوانات وحالات إصابة عمال المزارع بالفيروس أثناء رعاية الحيوانات. ومن الواضح أن الولايات المتحدة بحاجة لتعزيز فحوصات الحيوانات، وعمال المزارع ومنتجات الألبان. فمنذ تفشي الوباء، واجهت فحوصات المزارع معارضة.
ثانيًا، العديد من عمال الزراعة المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس هم من المهاجرين الذين لا يمتلكون عادةً تأمينًا صحيًا. ونظرًا لخطة الرئيس المنتخب ترامب لترحيل الملايين من المهاجرين، فإن هذا من شأنه سيجعل الأشخاص الأكثر تأثرًا بفيروس H5N1 غير راغبين في الخضوع للاختبارات أو تلقي العلاج عند المرض.
أخيرًا، كذب وزير الصحة والخدمات العامة الذي اختاره ترامب، كيني كينيدي -وهو من المؤيدين للحليب الخام بشدة- بشأن قدرة الحليب الخام على تعزيز المناعة والوقاية من الربو. حيث أظهرت عينات الحليب الخام التي تم اختبارها لفيروس H5N1 في كاليفورنيا مستويات مرتفعة من الفيروس، وتم تعليق بيع إحدى العلامات التجارية للحليب الخام بعد تلوثها بإنفلونزا الطيور. وفي غياب القدرة على اختبار البشر أو الأبقار مباشرة، توفر فحوصات منتجات الألبان نافذة ضرورية لفهم الحالة في المزارع.
إن الوقاية الأفضل ضد فيروس H5N1 حاليًا هي اللقاحات. حيث تعمل الحكومة الأمريكية على تطوير لقاحات مرشحة ضد السلالة الحالية من الفيروس، ولكن هذه اللقاحات تحتاج إلى تخطي عقبات تنظيمية قبل استخدامها على نطاق واسع. تتوفر حاليًا لقاحات H5N1 معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وهي تحتوي على خصائص مضادة متقاطعة مع السلالة الحالية، بالإضافة إلى لقاحات mRNA التي هي قيد التطوير، ولكن كيني كينيدي سبق وأن قال إنه "لا يوجد أي لقاح آمن وفعال". في الوقت نفسه، عبر العديد من المرشحين الذين اختارهم ترامب للوظائف الصحية -مثل: ديف ويلدن من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التابعة للحكومة الأمريكية (CDC) ومارتي ماكاري من إدارة الغذاء والدواء (FDA) وجاي باتاتشاريا من المعهد الوطني للصحة الأمريكي (NIH)-عن آراء مشابهة بشأن خطورة اللقاحات.
ونظرًا لآراء مرشحي ترامب بشأن اللقاحات، فإن إمكانية حدوث "عملية السرعة القصوى" Warp Speed للقاحات H5N1 تبدو ضئيلة جدًا. ومن الممكن أن يبطئ هؤلاء الأعضاء الجدد من وتيرة تطوير اللقاحات والموافقة عليها للجيل القادم من لقاحات H5N1. ربما قد يغير تفشي فيروس H5N1 بشكل كامل بين البشر أفكارهم، لكن وجهات نظرهم العامة بشأن اللقاحات ليست مشجعة.
ما الذي يمكن فعله إذن؟
يجب السعي لإيقاف بعض هذه الترشيحات، حتى لو كانت الفرصة ضئيلة. فالأمر بالغ الأهمية، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي. ولا يجب أن نسلك طريق الهراء والتفكير المتسرع، على أمل أن نصل إلى 'القاع' تحت قيادة الحكومة الجديدة، 'لكي ننهض مجددًا ونكون أفضل مما كنا عليه'. وكما ظهر وباء كوفيد -19، فإن "الهبوط إلى القاع" هو مسار يُحسب بأرواح البشر، واحدًا تلو الآخر. فلا حاجة لكتابة دراسة حالة ثانية في كتب التاريخ، فهذا لن يفيد أحدًا.
المصدر: The Nation
https://mp.weixin.qq.com/s/fs2B_kpgPdg99i2lp5YY7A?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR3joU3G5kSmeEhnOr_Y2taELR7a7231ItDr6xggWvBYmtHB9F6E8QTD3VY_aem_yaTdY34k6V7ezLqq8KK_Dg