نرمين توفيق: الذكاء الاصطناعي «سلاح استراتيجي» لأفريقيا وفرصة قد تتحول إلى تهديد وجودي
أكدت الدكتورة نرمين توفيق، الخبير السياسي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وباحثة الشؤون الإفريقية بجامعة القاهرة ومديرة مركز فاروس للاستشارات والدراسات الإفريقية، أن القارة الإفريقية تعيش لحظة فارقة في مسار التحول التكنولوجي، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا قادرًا على إعادة تشكيل مستقبل الدول، شرط امتلاكه وتطويره لا الاكتفاء باستهلاكه.
وخلال مشاركتها في ورشة العمل الاستراتيجية بعنوان «الذكاء الاصطناعي في إفريقيا: بين الشراكات الاقتصادية والتحديات الجيوسياسية»، أوضحت توفيق أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي جاء بوتيرة غير مسبوقة مقارنة بأدوات الإنترنت التقليدية، معتبرة أن التركيز على الجوانب السلبية فقط يمثل خطأ استراتيجيًا ينبغي على الدول الإفريقية تجاوزه إذا أرادت المشاركة الفاعلة في الاقتصاد العالمي الجديد.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة للباحث والعالِم، لكنه ليس بديلًا عنه، محذرة من أن غياب القدرة على امتلاك التقنيات قد يفتح الباب أمام «استعمار رقمي» جديد، يضع الدول النامية في موقع التابع بدل الشريك.
وفي الجانب الأمني، أشارت إلى دلائل واضحة على توظيف هذه التقنيات في صراعات إقليمية معاصرة، من بينها الهجوم الذي نُفذ عبر الهاتف ضد عناصر من حزب الله، إضافة إلى التوسع المتزايد في استخدام الطائرات المسيّرة في الحرب الروسية–الأوكرانية. واعتبرت أن هذه التطورات تكشف حجم المخاطر التي قد تواجهها الدول الإفريقية عند التعامل مع التهديدات الأمنية المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة، ما يستدعي قدرًا أكبر من الاستثمار والجاهزية.