مديرة المركز الفرنسي: زيارة ماكرون للقاهرة تحمل أبعادًا استراتيجية وتؤسس لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط

أبريل 8, 2025 - 14:39
أبريل 8, 2025 - 15:28
مديرة المركز الفرنسي: زيارة ماكرون للقاهرة تحمل أبعادًا استراتيجية وتؤسس لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط

قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، مديرة المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تُعد زيارة تاريخية، تتجاوز الطابع البروتوكولي، مؤكدة أنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية يحمل في طياته تحولات كبرى في السياسة الدولية.

وأضافت دبيشي، في بيان رسمي، أن ماكرون بدأ بالفعل في مراجعة تحالفاته السياسية والاستراتيجية، لا سيما في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة، وعلى رأسها سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي دفعت باريس لإعادة ترتيب أولوياتها.

وأشارت إلى أن الشرق الأوسط بات ساحة جديدة للنفوذ والتحالفات، بعد تراجع الدور الفرنسي في إفريقيا، موضحة أن ماكرون يسعى لترسيخ شراكات جديدة مع دول المنطقة، تعيد التوازن للدور الفرنسي على الساحة الدولية.

وحذرت من أن المنطقة العربية وشمال أفريقيا قد تكون ميدان الاشتباك السياسي المقبل بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة في ظل الأزمات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية وخطط التهجير من قطاع غزة، والتي قد تفرز موجات هجرة جديدة نحو أوروبا، بما يفرض أعباء أمنية واقتصادية متزايدة على دول الاتحاد الأوروبي.

ولفتت إلى أن استقرار دول حوض البحر المتوسط بات يشكل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي الأوروبي، بحكم القرب الجغرافي والتاريخ المشترك، ما يجعل من تعزيز العلاقات الفرنسية العربية ضرورة استراتيجية.

وأكدت أن زيارة ماكرون للقاهرة، ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تعكس رغبة فرنسية واضحة في استعادة مكانتها الدولية، لا سيما بعد الإخفاقات التي شهدتها باريس في عدد من الملفات العالمية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.

واختتمت دبيشي تصريحاتها بالتأكيد على أن إحياء الدور الفرنسي في الشرق الأوسط لن يكون رفاهية سياسية، بل خيارًا استراتيجيًا لا بديل عنه لضمان التوازن الأوروبي في وجه التحديات الإقليمية والدولية.