ليلة الانقطاع الطويل.. الجيزة تعيش على ضوء الشموع وصدى الغضب

كتب: شروق حمدي مصطفى
بين لهيب الصيف وهمس الشموع، عاشت محافظة الجيزة ليلة استثنائية لا تُنسى، حين انقطعت الكهرباء والمياه عن عشرات الأحياء، في مشهد اختلط فيه القلق بالغضب، والسخط بالصبر، وسط صمت رسمي امتد لساعات طويلة.
بدأت الأزمة مساء السبت، دون إنذار، لكنها سرعان ما اجتاحت مناطق واسعة مثل الهرم والعمرانية وفيصل والحوامدية وجزيرة الذهب، لتتحول إلى حديث الأهالي ومحور الاستغاثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط غياب أي توضيح رسمي يروي ظمأ الناس إلى المعلومة.
مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء كشف لاحقًا أن السبب يعود إلى تلف مفاجئ بكابلين رئيسيين داخل محطة محولات جزيرة الذهب، ما أدى إلى توقف كامل في التغذية الكهربائية بعدة مناطق حيوية، الأمر الذي انعكس بدوره على شبكات المياه المرتبطة، لتعمّ المعاناة أرجاء المحافظة.
ورغم استجابة فرق الطوارئ، فإن حجم العطل تجاوز التوقعات. أعمال الإصلاح استمرت لأكثر من 30 ساعة متواصلة، شملت الحفر وتبديل الكابلات التالفة، مع استخدام مولدات مؤقتة لتشغيل محطات المياه جزئيًا.
وبينما كانت عقارب الساعة تشير إلى فجر الإثنين، بدأت الكهرباء تعود تدريجيًا، تبعتها عودة المياه، ليتنفس الأهالي الصعداء بعد أكثر من يوم كامل من المعاناة في صمت، اختبروا خلاله حدود طاقتهم وتحملهم.
في بيان مقتضب، أعربت محافظة الجيزة عن أسفها الشديد لما سبّبته الأزمة من إزعاج، مؤكدة اتخاذ إجراءات وقائية لضمان عدم تكرار ما حدث، وتكثيف أعمال الصيانة بالمحطات الحيوية خلال الفترة المقبلة.
أزمة الجيزة الأخيرة فتحت الباب مجددًا أمام تساؤلات مزمنة حول جاهزية البنية التحتية لمواجهة الطوارئ، وحق المواطن في الحصول على معلومة سريعة وشفافة في لحظات الأزمات، لا أن يُترك وحيدًا في العتمة.