تصاعد الغضب الشعبي في تركيا بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو: مظاهرات تطالب باستقالة أردوغان

Mar 21, 2025 - 16:25
تصاعد الغضب الشعبي في تركيا بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو: مظاهرات تطالب باستقالة أردوغان

كتب: د. مجدي كامل الهواري 

تشهد تركيا موجة من الاحتجاجات العنيفة بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأحد أبرز المعارضين للرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تزايدت حدة الغضب الشعبي مع استمرار المظاهرات في مختلف المدن للمطالبة بالإفراج عنه والتنديد بسياسات الحكومة. وأثار اعتقال إمام أوغلو، الذي يُعتبر منافسًا قويًا لأردوغان في الانتخابات المقبلة، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية، خاصة مع اقتراب حزب الشعب الجمهوري من إعلان ترشيحه رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

ورغم تصاعد المظاهرات، أبدى أردوغان موقفًا متصلبًا، مؤكدًا أن حكومته لن ترضخ لما وصفه بـ "إرهاب الشارع"، محذرًا من أن الدولة لن تسمح بأي محاولات لزعزعة الاستقرار. في المقابل، تحدت المعارضة الحظر المفروض على التجمعات، حيث احتشد الآلاف أمام مبنى بلدية إسطنبول رغم تدخل الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات. وشهدت العاصمة أنقرة مواجهات مماثلة، حيث استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه ورذاذ الفلفل ضد المحتجين.

من جانبه، وصف حزب الشعب الجمهوري الاعتقال بأنه "انقلاب سياسي"، متهمًا الحكومة باستخدام القضاء كسلاح لإقصاء خصومها السياسيين، وتعهد بمواصلة التصعيد في الشوارع حتى الإفراج عن إمام أوغلو. وأكد زعيم الحزب أوزغور أوزيل أن المعارضة لن تتراجع، مضيفًا أن الاحتجاجات ستتواصل في جميع أنحاء البلاد.

في المقابل، حذرت الحكومة من تداعيات التظاهرات، حيث اعتبر وزير العدل يلماز تونتش أن الدعوة للاحتجاج على قضية لا تزال قيد التحقيق أمر غير قانوني، بينما وصف وزير الداخلية علي يرلي كايا المظاهرات بأنها محاولة غير مسؤولة لإثارة الفوضى. كما أعلنت السلطات توقيف العشرات من المحتجين، مع تحذيرات مشددة من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في حال استمرار التصعيد.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر السياسي في تركيا، حيث يرى المراقبون أن اعتقال إمام أوغلو قد يكون جزءًا من استراتيجية سياسية تهدف إلى تحييد المعارضين البارزين قبل الانتخابات المقبلة. وبينما تتجه الأوضاع إلى مزيد من التعقيد، يظل التساؤل المطروح: هل يستطيع أردوغان احتواء الأزمة دون تقديم تنازلات، أم أن الاحتجاجات ستتحول إلى انتفاضة أوسع قد تهدد مستقبله السياسي؟