دور التغذية المقيدة بالوقت في مكافحة الإرهاق وتحسين الأداء البدني
كتبت: أمنية شكري
إشراف: الدكتورة مين-ديان لي، مركز التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية، مستشفى جنوب غرب الصين
مقدمة حول الإرهاق والتغذية
يُعد الإرهاق من المشاكل الصحية الشائعة في المجتمعات الصناعية الحديثة، حيث يعاني الكثيرون من انخفاض القدرة على التحمل العضلي، وفقدان القوة، والشعور المستمر بالإرهاق. يرتبط الإرهاق غالبًا باضطراب إيقاع الساعة البيولوجية. وعلى الرغم من تأثيراته الواسعة، لا تزال الآليات الجزيئية الكامنة وراء الإرهاق غير مفهومة بشكل كامل. لذلك تبرز الحاجة الماسة إلى تدخلات فعّالة في نمط الحياة والعلاج السريري لمكافحة الإرهاق.
التغذية المقيدة بالوقت (TRF) والإرهاق
أظهرت الدراسات الحديثة أهمية التغذية المقيدة بالوقت (TRF) في الحد من الإرهاق، من خلال تأثيرها المباشر على أنسجة المخ والعضلات. حيث تقوم هذه الطريقة على تقليل فترة تناول الطعام إلى وقت محدد من اليوم، مما يساعد في تحسين وظيفة الأنسجة العضلية والمعرفية. وتشير الأبحاث إلى أن هذا النظام يمكن أن يعيد التوازن إلى الساعة البيولوجية للجسم، وبالتالي يحسن القدرة على التحمل العضلي ويخفف من أعراض الإرهاق.
التغذية الليلية المقيدة بفترة زمنية محددة (NRF) وتأثيرها على الإرهاق
تشير الأدلة الحديثة إلى أن التغذية الليلية المقيدة بفترة زمنية محددة (NRF)-المشابهة لنظام الصيام المتقطع (16:8)- تتماشى مع الساعة البيولوجية للجسم وتساهم في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتغذية غير المنتظمة. حيث أظهرت الدراسات أن هذا النظام يساعد في زيادة القدرة على التحمل العضلي لدى الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًا مسببًا للسمنة. كما يرتبط NRF بتحسين المرونة الأيضية، مما يعزز قدرة الجسم على مقاومة الإرهاق.
التغذية المقيدة بمرحلة النهار/مرحلة النوم (DRF) وعلاقتها بالإرهاق
أظهرت التغذية المقيدة بمرحلة النهار/مرحلة النوم (DRF) -والتي تشبه صيام رمضان لدى البشر- أيضًا تأثيرات إيجابية على قدرة الجسم على التحمل العضلي خلال دورة النهار/الليل. حيث أثبتت الدراسات أن هذا النظام الغذائي يساعد في تعزيز القدرة على التحمل العضلي لدى الفئران الهزيلة، مما يشير إلى فوائد التغذية المقيدة بالوقت في علاج الإرهاق.
التجارب السريرية وتطبيقات التغذية اليومية
حتى الآن، أثبتت التجارب السريرية في علاج أمراض التمثيل الغذائي أن التغذية اليومية المقيدة بالوقت هي تدخل آمن وسهل التطبيق في نمط الحياة. وتؤكد الأبحاث على أن الفهم المتعمق لبيولوجيا الساعة البيولوجية للإرهاق يمكن أن يساعد في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يفرضها الإرهاق.
الخاتمة
تُظهر الدراسات الحديثة أن التغذية المقيدة بالوقت -سواء كانت في صورة TRF أو NRF أو DRF- تحمل فوائد كبيرة في مكافحة الإرهاق وتحسين قدرة الجسم على التحمل العضلي. ومع استمرار الأبحاث، يمكن أن تُصبح هذه الأنظمة الغذائية تدخلًا فعّالًا في مكافحة الإرهاق وتقدم حلول للتحديات الصحية المرتبطة به.
المصدر: Science Bulletin
https://www.ebiotrade.com/newsf/2024-12/20241227024324446.htm