د.محمد صبحي يكتب: حسن الختام

ديسمبر 29, 2024 - 09:45
د.محمد صبحي يكتب: حسن الختام

بعد أيام قليلة، سينتهي عامك الأخير، وستُطوى سجلاته ويُختم عمله مع كل خطوة جديدة، مع كل أمل يتضخم، مع كل طموح يتفتح، في حياتك، تزرع فيها الزهور والرياحين والطيور المغردة أو تحزمها بالإخفاقات والنكسات، ابتسم للحياة، استنشق عطر المجد، حرر نفسك من أسر الكآبة ارتدِ وشاحَ العزم، ضعْ على نفسك وسمَ النبل وعشْ يوماً بيوم. التوبة تجبُّ ما قبلها، والله يبدل سيئات المؤمن التائب حسنات. اخلع ثوب البطالة، ومزِّق ثوب الكسل والإحباط، واستيقظ من نومك وقم مبكراً واستمتع بشروق الشمس وتغريد الطيور، وانتظر اليوم الذي ينتظرك لا اليوم الذي ينتظرك. ابدأ بروح جديدة، روح التفاؤل والتحدي. واعلم أن النجاح والنصر بيده سبحانه وتعالى. اتبع سفينة الخلاص لتكون نجماً في سماء التائبين. حان الوقت لتنظر إلى نفسك وتشمر عن سواعدك. وأن نلتقط قصاصات الورق التي بعثرتها أيادي الغفلة ونزيل الغثاء الذي يثقل قلوبنا ويمنعنا من المضي قدماً. قال ابن القيم رحمه الله: (السنة شجرة، والشهر أغصانها، واليوم أغصانها، والساعة أوراقها، والروح روحها، والقلب روحها). وَقَالَ: ثَمَرُ الشَّجَرَةِ لَذِيذٌ لِمَنْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُطِيعَةً، وَثَمَرُ الشَّجَرَةِ مُرٌّ لِمَنْ كَانَتْ نَفْسُهُ عَاصِيَةً... ما أجمل أن يراجع الإنسان نفسه من وقت لآخر، وأن ينظر إلى جوانب نفسه نظرة نقدية ويعترف بأخطائه ونقائصه. ألا تستحق النفس أن تعيد النظر فيما كسبت وما خسرت في نهاية كل مرحلة من مراحل حياتها، وأن تستعيد توازنها واعتدالها كلما اهتزت وهددت في كل مرة من مراحل حياتها في هذا العالم المهزوز - وهي مخلوق أحوج ما يكون إلى إصلاح حياته العامة والخاصة حتى يسلم من الشر والفساد فكن: دائم التلاوة للقرآن، دائم الاستماع، دائم الإصغاء والتفرغ له لا يحتاج إلى وقت فراغ، ولا إلى وقت بين وقت وآخر، ولا إلى وقت للتنقل، ولا إلى وقت للسفر، ولا إلى وقت للتركيز. استغل وقت عملك وأوقات انشغالك الأخرى. ستجد في قلبك سعادة أكبر مما كنت ستجده بدون بركة كلمة الله. حين يأوي الناس إلى فراشهم ليستريحوا بعد تعب الأمس ويستقبلوا يوماً جديداً، وبين هذا وذاك يمكنك أن تسأل: ”كم من الوقت سافرت الدنيا، كم من الوقت تعثرت في مسيرتها، كم من الوقت انساقت وراء الأنانية، كم من الوقت أخطأت منذ متى ونحن ضائعون، منذ متى ونحن ضائعون، منذ متى ونحن في حاجة إلى المحبة والرحمة: .. في هذه اللحظة يستطيع كل واحد منا أن يجدد حياته، ويعيد تأسيس نفسه على أشعة الأمل والنجاح واليقظة. إنها اللحظة التي يبزغ فيها الليل ويبزغ النهار، اللحظة التي نستطيع فيها أن نرتفع فوق ركام ماضينا القريب أو البعيد ونبني مستقبلنا. هذه ليست زيارة قبل العودة إلى الفوضى والانحلال المألوفين. هذه ليست محاولة فاشلة لتحقيق هدف يفتقر إلى الإخلاص والصبر والمثابرة. فانتبه لنفسك، وابحث عن عيوبك، واترك الآخرين لأخطائهم، نعم انتبه لنفسك، وحسِّن عقلك وحكمتك وصورتك، وفكر وتدبر مستقبلك ويومك. أرسل ابتسامة من داخلك وكن مبتهجًا لكل من تقابله. الابتسامة هي سر السعادة، فلا تحرم نفسك من الابتسامة. جيد لـكن فخورًا بعقلك - كن فخورًا بعقلك: كن فخورًا بعقلك: كن فخورًا بعقلك: كن فخورًا بعالمك. كن فخوراً بذكائك: كن فخوراً بذكائك. لا تهمل نفسك بالطمع. الرغبة وحدها لا تكفي. أنت بحاجة إلى العزيمة. لذا ابدأ بما تستطيعه الآن ولا تتأخر.. ضع الطمع جانبًا، وازرع الكلام المعسول، واعمل بجد واختر طريقك الخاص. إذا سلكت طريق النجاح، فإن الله سيجزيك خيراً، وسيرزقك الله، وسيرضيك الله بالنصر والتوفيق.