د. أيمن إمام يكتب: خمسة دعايات شائعة عن الأكل الصحي قد تُدَمِّر صحتك... إليك الحقيقة!
في زمن السوشيال ميديا والمحتوى السريع، أصبح من السهل أن تنتشر الدعايات والمعلومات الغذائية الخاطئة، كما تنتشر الشائعات خفيفة الظل، بلا تحقق، وبكثير من الثقة، مثل:
"تجنّب الدهون تمامًا لتجنّب الأمراض"، "احذف الكربوهيدرات من نظامك الغذائي"، "اشرب عصير ديتوكس لتطهير جسمك من السموم"، "كُل وجبة واحدة في اليوم للحفاظ على وزنك"، "تجنّب الفواكه لأنها مليئة بالسكر".
لكن، هل تعتقد أن هذه الدعايات أو النصائح صحيحة فعلًا؟!
في هذا المقال، سنُلقي الضوء على خمس دعايات أو خرافات شائعة عن الأكل الصحي، ونكشف ما يقوله العلم ونمط الغذاء السليم بعيدًا عن ضجيج الدعاية والنصائح العشوائية.
هل أنت مستعد لاكتشاف عالمٍ خفي من الأكاذيب المتعلقة بصحتك؟ فكِّر مرةً أخرى! فكثيرٌ مما نؤمن به ونطبّقه يوميًا قد لا يكون سوى خرافات تضرّ بصحتنا دون أن ندري. حان الوقت لكشف الحقيقة وفضح هذه المعتقدات الخاطئة التي تحول بينك وبين صحةٍ أفضل.
الخرافة الأولى: "الدهون عدونا اللدود! كل ما هو قليل الدسم أو خالٍ من الدسم هو الأفضل."
لسنواتٍ طويلة، اعتقدنا أن الدهون هي سبب كل مشاكلنا الصحية، من زيادة الوزن إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين. لهذا، سارعنا نحو المنتجات "قليلة الدسم" و"خالِية الدسم". لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا بكثير!
الحقيقة: ليست كل الدهون متساوية. الدهون الصحية هي الدهون غير المشبعة الأحادية أو المتعددة، مثل تلك الموجودة في الأفوكادو، زيت الزيتون، زيت عباد الشمس، المكسرات، الفول السوداني، البذور، والأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، والماكريل.
تلك الدهون ضرورية لوظائف الجسم الحيوية، وتساعد على امتصاص الفيتامينات، وتحافظ على صحة المخ والقلب، وتساهم في خفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد.
في المقابل، المنتجات "قليلة الدسم" غالبًا ما تكون مليئة بالسكريات والمواد المضافة لتعويض نقص النكهة، مما يجعلها أسوأ لصحتك على المدى الطويل. ركّز على الدهون الصحية باعتدال، وابتعد عن الدهون المتحوّلة والمشبعة والزيوت المهدرجة، والتي توجد في الأطعمة المصنعة والمقلية، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسمنة.
الخرافة الثانية: "لفقدان الوزن، يجب أن تتوقف عن تناول الكربوهيدرات تمامًا!"
صعدت حميات الكيتو واللو-كارب إلى صدارة المشهد، وجعلت الكثيرين يعتقدون أن الكربوهيدرات هي العدو الأول للرشاقة.
الحقيقة: الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة الرئيسي لجسمك. المشكلة ليست في الكربوهيدرات بحد ذاتها، بل في نوعيتها. الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض، السكريات، والمعجنات هي التي تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم وتخزين الدهون.
بينما الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الحبوب الكاملة (مثل الأرز البني والشوفان)، البقوليات، الخضروات، البطاطا الحلوة، والموز، كلها غنية بالألياف وتُمد الجسم بالطاقة تدريجيًا، وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، وهي ضرورية لوظائف المخ وصحة الجهاز الهضمي.
لا تحرم نفسك من الكربوهيدرات، بل اختر الأنواع الصحية منها.
الخرافة الثالثة: "لتنظيف جسمك من السموم، اشرب عصائر الديتوكس والمكمّلات الغذائية."
انتشرت موضة "الديتوكس" والعصائر الخضراء والمكمّلات التي تُعد بتخليص الجسم من السموم المتراكمة.
الحقيقة: جسمك يمتلك نظام تنظيف طبيعيًّا لا يُصدَّق! الكبد والكلى يقومان بعمل ممتاز في تصفية السموم من الجسم على مدار الساعة.
أفضل طريقة لدعم هذه الأعضاء الحيوية هي:
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه
شرب كمية كافية من الماء (لا تقل عن لترين يوميًا)
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
ممارسة الرياضة بانتظام
هذه العصائر والمكملات غالبًا ما تكون مكلفة وغير ضرورية، وقد تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، ولا يوجد أي دليل علمي على أنها تحرق الدهون، بل في بعض الأحيان قد تكون ضارّة.
الخرافة الرابعة: "وجبة واحدة كبيرة في اليوم أفضل لإنقاص الوزن."
يُعد هذا من أكثر أنواع الصيام المتقطع تطرفًا. ويعتقد البعض أن تناول وجبة واحدة يقلل السعرات الحرارية وبالتالي يساعد على فقدان الوزن.
الحقيقة: تناول وجبة واحدة كبيرة قد يؤدي إلى شعور شديد بالجوع خلال اليوم، مما يدفعك للإفراط في الأكل عند تلك الوجبة. كما يمكن أن يؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم، وتشير الدراسات إلى أنه قد يزيد من مستويات الكوليسترول الضار وضغط الدم المرتفع.
الأفضل هو تقسيم وجباتك إلى وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم، مع التركيز على البروتين والألياف. هذا يُحافظ على استقرار سكر الدم، يقلل من نوبات الجوع، ويُعزز عملية التمثيل الغذائي.
الخرافة الخامسة: "الفواكه تحتوي على الكثير من السكر، لذلك يجب تجنبها عند اتباع حمية غذائية."
مع الخوف المتزايد من السكر، بدأت الفواكه، رغم فوائدها، تتلقى نصيبًا من الاتهامات.
الحقيقة: نعم، الفواكه تحتوي على سكر طبيعي (الفركتوز)، لكنها غنية بالفيتامينات، المعادن، مضادات الأكسدة، والألياف. الألياف تبطئ من امتصاص السكر في مجرى الدم، مما يمنع الارتفاعات المفاجئة للسكر.
تناول الفاكهة الكاملة أفضل بكثير من شرب العصائر التي تفتقر إلى الألياف. استمتع بفاكهتك باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن، فهي كنز غذائي حقيقي.
خلاصة القول:
تذكَّر دائمًا:
الصحة رحلة مستمرة تتطلب الوعي والمعرفة الصحيحة. لا تُصدق كل ما تسمعه أو تقرأه على الإنترنت. ابحث عن المعلومات من مصادر موثوقة، واستشر المتخصصين.
صحتك تستحق الحقيقة، لا الخرافات!
