خيري حسن يكتب: لا تسألوا عن طلاقه من بوسي شلبي.. «ونبي نقطتنا بسكاتك» لكل من سأل عن زواجه

في عام 2005 كتب الصحفي الموهوب حسام عبدالبصير (وإن كانت موهبته الصحفية لم تأخذ حظها بتقصير منه أحياناً وتجاهل وحقد من آخرين دائماً) عنواناً مذهلاً لحوار كان قد أجراه مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.
جاء فيه: ( محمود عبدالعزيز: "أسير مع شخصياتي في بنطلون واحد")!
وبعد نشر الحوار التقي صحفي آخر في (لوكيشن تصوير) مع محمود عبدالعزيز وسأله: "شفت جرنال (الوفد) النهاردة يا نجم"؟ رد محمود عبدالعزيز وهو (ميت من الضحك):"طبعاً".
ثم أكمل قائلاً: "وشفت عنوان حسام عبدالبصير المذهل". ثم سكت قبل أن يعلق زميلنا الصحفي قائلاً: "بس ده عنوان مش مفهوم يا نجم"! نظر له محمود عبدالعزيز قائلاً: "والنبي تنقطنا بسكاتك...بقولك ده عنوان مذهل تقوم تقولي العنوان مش مفهوم"!
-- رد الزميل: "أيوه يا فنان.. يعني إيه:" أسير مع شخصياتي في بنطلون واحد"؟
-- رد بامتعاض قائلاً: " يعني أنا والشخصيات التي أجسدها نعيش ونمشي في جسد واحد.. عايز يقول إنى ( بعيش الدور) لدرجة توحدي مع الشخصيات"!
هز الزميل الصحفي رأسه غير مقتنع دون أن يعلق فيما قال محمود عبدالعزيز بدهشة واستغراب:
"وبعدين بنسأل ليه الإبداع الصحفي اختفى؟" ثم قال وهو يضحك:
"والله الواد حسام ده موهوب.. رغم إني أحياناً (مش بفهم) عناوينه.. بس بيموتني ضحك من جمالها"!
قال ذلك ثم غادر المكان فيما ظل الصحفي يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه مسموعة وغير مفهومة"؟!
ومات محمود عبد لعزيز وهو مازال يضحك إعجاباً بأشياء كثيرة جميلة في الفن.. والحياة.. والصحافة.. ومن بينها الكتابة (الحلوة). وفي القلب منها عناوين حسام عبدالبصير وليس من بينها بالطبع دماغ زميلنا الصحفي الذي تركه في مكان التصوير ما زال يسأل حتى اليوم: "وهو ده برضه عنوان؟.. يعني إيه أسير مع شخصياتي في بنطلون واحد"؟
قبل 6 شهور تقريباً نشرت هذا المقال حباً، وتعظيماً، وتقديراً، لموهبة حسام عبد البصير - ولكل موهبة حقيقة لم تأخذ حظها، ولا سمع أحد صوتها، وتعرضت للهجوم والتهميش؛ بالقدر الذي جعل ما اسميهم أعضاء (رابطة معدومي الموهبة محدودي الكفاءة) يأخذون مكانها، وزمانها، وأحلامها.
واليوم أُعيد نشره حباً، وتعظيماً، وتقديراً لموهبة محمود عبد العزيز الذي صنع - بدوره في مسلسل رأفت الهجان - ما لم تصنعه دوريات، ودراسات، وكتابات، وصحف، وكتب وخطب، في تشجيع، وترسيخ روح الانتماء، وتوصيل، وتأصيل معنى الوطن في قلوب الصغار والكبار. ومن أجل ذلك - ومن أجل كل جميل ( زرعه ) بداخلنا محمود عبد العزيز لا داعي للمشاركة في (حفلات التجريح ) - والعنوان مُستوحى من مقال للراحل يوسف إدريس - التى ظهرت على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعى أمس - وربما أول أمس - للخوض في حياته الشخصية الخاصة التى لا تهم - بالضرورة - أحد سوى أفراد عائلته( هل طلق زوجته بوسى شلبى أم لا)؟
وهو عندما قال في مانشيت صحفي:" أسير مع شخصياتي في بنطلون واحد".. ولم يفهمه زميل صحفي محدود الموهبة ( من أعضاء الرابطة السابق ذكرها) نصحه قائلاً: "والنبى تنقطنا بسكاتك"..وهى نفس النصيحة، وهو نفس الرد ( رد التنقيط بالسكات) الذي أتصوره يليق بكل منْ يتحدث في - وعن - قضية:" زواجه وطلاقه من السيدة بوسي شلبي".
لقد كان محمود عبد العزيز - ومازال - (حاجة حلوة في حياتنا ) ومن أجله ومن أجل كل شىء جميل قدمه لنا - خاصة شخصية رأفت الهجان - علينا - أو بمعنى أدق حقه علينا - ألا ننجرف وراء (مفرمة السوشيال ميديا) عرفاناً وتقديراً لما قدمه للفن..والوطن.. والناس. وعلى منْ تكلم - أو يتكلم - أو يريد أن يتكلم - بحثاً، وحباً، وجرياً، وراء ما يُعرف اليوم بمصطلح ( الترند) - عن زواجه وطلاقه - أن يتذكر - فقط - شخصية رأفت الهجان وما زرعته فينا، وما تركته فينا....و..و..و..(ينقطنا بسكاته)!